داودة: بطولة ألعاب القوى بالدوحة كانت ناجحة بامتياز

قال المدير التقني والمسؤول عن برنامج التنمية بالكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى، السيد عزيز داودة إنه يمكن الجزم بيقين تام أن بطولة العالم لألعاب القوى (الدوحة 2019)، التي اختتمت مساء أمس الأحد، كانت “ناجحة بامتياز” بمعيار عدد الدول المتوجة بالميداليات والأرقام الجيدة المسجلة على المستوى الشخصي والموسمي، وأيضا تلك التي تم تحطيمها.

وأوضح المدير التقني السابق بالجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالدوحة، أن نجاح أي دورة رياضية إنما يقاس بمعيار ما يحصل عليه الرياضيون من نتائج.

وتابع أن سبورة التتويجات خلال هذه الدورة “سجلت رقما قياسيا بحصول 43 دولة على ميداليات”، ما اعتبره مدعاة للارتياح والرضى بالنظر لما يؤشر له من توسع انتشار العاب القوى في العالم، وجدية الدول والاتحادات الوطنية في التعامل مع بطولات من هذا الحجم، والتحضير الجيد للرياضيين المشاركين.

وسجل أن هذا النجاح كان واضحا على مستوى النتائج الفردية، بحصول عدد قياسي من الرياضيين على أفضل الارقام الشخصية، ملاحظا أن غالبية المنافسات توجت بأفضل أرقام شخصية وموسمية، وهو أمر قال إنه “على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لتطور أم الألعاب”.

وحرص الكاتب العام السابق للجامعة الملكية لألعاب القوى على تأكيد أن نتائج هذه الدورة كانت إيجابية، على الرغم من تنظيمها في وقت متأخر زمنيا (من أواخر شتنبر الى أوائل أكتوبر)، لتكون من الدورات القلائل التي تخرج عن توقيت تنظيمها المعتاد، الذي يجري عادة ما بين أواخر يونيو ومنتصف غشت.

ولفت السيد داودة الى أن المناخ العام للبطولة كان “مهما ومحفزا”، خاصة في ظل تحطيم ثلاثة ارقام قياسية؛ رقم لدى الشبان ورقمان لدى الكبار، ضمن سباقات “الوثب العالي للشابات أقل من 20 سنة” و”التتابع المختلط 400 متر أربع مرات رجال وسيدات مرتين”، و” 400 متر حواجز سيدات”.

وأكد أنه في العادة قلما يتم تحطيم أرقام قياسية في بطولات من هذا الصنف، تعتمد على السباقات الإقصائية المتكررة التي تتطلب جهدا أكبر وتوقع الرياضي في حال من الإرهاق غالبا ما يبعده عن التطلع الفعلي لتحطيم الأرقام، وذلك خلافا لما تعرفه اللقاءات الدولية التي يجري التنافس فيها لمرة واحدة.

وبخصوص الانتقادات التي وجهها البعض لمناخ الدوحة وتأثيره على عطاء الرياضيين، اعتبر المسؤول بالكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى، أن المنتقدين لهذا المعطى يحكمهما أمران؛ إما “سوء درايتهم بتاريخ ألعاب القوى” أو “خبث نواياهم”.

وذكر، في هذا الصدد، بألعاب أتلانتا الأولمبية 1996 التي قال إنها “كانت شهدت حرارة مفرطة جدا، ولم يصدر لأحد من شكوى آنذاك، بل بدا الأمر عاديا للجميع”، والأمر نفسه بالنسبة لبطولة العالم في اليابان طوكيو 1991 ودورة أثينا 1997، وأيضا دورة إشبيلية 1999 حيث تم “إجراء سباق 1500 م الذي فاز به هشام الكروج داخل ملعب بلغت درجة حرارته أنذاك 40 درجة مئوية”.

وأضاف أنه في مقابل دورات اتسم فيها الطقس بحرارة مفرطة كانت هناك دورات أخرى جرت في أجواء قارسة البرودة كدورة 2005 في هلسنكي، وما نجم عنها من أعطاب لدى العديد من الرياضيين المشاركين.

وأشار السيد داودة الى أن المشرفين على التنظيم في الدوحة “بذلوا جهودا غير مسبوقة، لضمان التكييف لملعب المنافسات والمسالك المؤدية اليه عند درجة حرارة تتراوح ما بين 24 و26 درجة مئوية، والأمر نفسه بالنسبة للمرافق المخصصة للتداريب”، ليخلص إلى أن المنافسات “جرت في ظروف مثالية للغاية”، وهو ما يفسر من ناحية أخرى، برأيه، إيجابية النتائج، ومحدودية الأعطاب المسجلة في صفوف الرياضيين.

وبخصوص ما راج عن قلة الحضور الجماهيري، لفت الى أنه امر لوحظ في الأيام الأولى من المنافسات، لكنه سرعان ما تحول الى النقيض مع ارتفاع حرارة التنافس، وباتت المدرجات تغص بالحضور لدرجة فاقت التوقعات، وبشكل أحيانا استثنائي على نحو قلما يحدث في بطولات مماثلة.

وعزا الخبير المغربي في مجال أم الألعاب، ما بات يلاحظ من تقلص الحضور الجماهيري عموما في منافسات ألعاب القوى، بالرغم من تزايد عشاقها، الى تفضيل أعداد متزايدة منهم متابعتها عبر شاشات التلفزيون لما توفره من إمكانات الإعادة وتقريب الصورة الى حدها الأقصى، والتركيز على كل منافسة على حدة، مشيرا الى أن هناك توجها الى خلق سيناريوهات وتقنيات إخراج جاذبة، وهو ما لوحظ كبداية أولى في دورة الدوحة التي استُخدمت فيها الأضواء بتقنيات وإخراج استثنائي أخاذ يجري تنفيذه لأول مرة في تاريخ هذه الألعاب.

وكانت الدورة ال17 لبطولة العالم لألعاب القوى قد اختتمت، مساء أمس، بعرض ضوئي مبهر وتم تسليم علم البطولة من اللجنة العليا المنظمة ممثلة في رئيسها ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية، الشيخ جوعان بن حمد ال ثاني، الى رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، سيباستيان كو، الذي سلمه بدوره لكيت براون حاكمة ولاية أوريغون الامريكية، مستضيفة النسخة المقبلة لبطولة العالم 2021.

وتجدر الإشارة الى ان الولايات المتحدة تصدرت سبورة الميداليات ب(14 ذهبية و11 فضية وأربع برونزيات)، متبوعة بكينيا (خمس ذهبيات وفضيتين وأربع برونزيات)، ثم جامايكا ثالثة ب (ثلاث ذهبيات وخمس فضيات وثلاث برونزيات)، فيما تصدرت البحرين الدول العربية في المركز 12 بثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وجاءت قطر في المركز 16 بميدالية ذهبية وأخرى برونزية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.