نظمت الأمانة العامة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بسيدي البرنوصي -سيدي مومن، مساء أمس السبت بالدار البيضاء، ندوة وطنية في موضوع “قراءة في التحول المجتمعي في المغرب”، بمشاركة نخبة من الوجوه القيادية في الحزب ،و ثلة من الاكاديميين المغاربة .
وأوضح الأمين العام للحزب السيد حكيم بنشماس، في مداخلة بالمناسبة ، أن الغاية من هذه الندوة تتمثل في “فهم التحولات المجتمعية في المغرب المعاصر واستيعاب حقيقة تأثيرها على الفاعلين المؤسساتيين ، ومنهم الفاعل السياسي، والعمل على اشتقاق ما يتوجب بلورته كمشاريع وبرامج عمل في إطار تقديم مساهمة متواضعة من الحزب المنشغل بقضايا حاضر و مستقبل البلاد”.
وأشار إلى أن من أبرز التحولات التي يعرفها المغرب ، تلك التي تحدث على مستوى البنية الديموغرافية المتجلية في اتساع قاعدة الشباب، وظاهرة ازدياد عدد المسنين ،التي يقدر عددهم بأزيد من مليوني شخص، فضلا عن التحولات المرتبطة بأنماط القيم في النسيج الثقافي، إلى جانب التحولات التي تعرفها المنظومة التربوية، مبرزا أن هذه التحولات تطرح على الفاعلين وأصحاب القرار العديد من الأسئلة.
وذكر في هذا الصدد بأن المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعد، في وقت مبكر، مجموعة مترابطة من المبادرات والمشاريع الإصلاحية، جزء كبير منها، تهيئ أجوبة عن هذه التحولات المجتمعية وما يترتب عنها من تحديات، مسجلا أن هناك الكثير من العمل ينتظر الفاعلين ،خاصة منهم الفاعل الحزبي من أجل الاستعداد لمواجهة التحديات الناشئة عن التحولات المجتمعية ،علما أن هذه التحديات تزداد تفاقما إذا ما ربطت بالتحولات والاضطرابات الواقعة في المحيط الاقليمي ، سواء الجوار الجيو-استراتيجي المباشر للمغرب أو المحيط الدولي.
ومن جانبه ، يرى الأمين العام السابق للحزب، السيد حسن بنعدي، أن المغرب حقق العديد من الإنجازات المهمة على العديد من الأصعدة منها على الخصوص المتعلقة بالبنية التحتية، ملاحظا أنه على المستوى التعليمي والصحي والثقافي ،لاتزال هناك بعض الصعوبات رغم الجهود المبذولة .
ودعا إلى ابتكار حلول استثنائية لهذه المرحلة التي يعرف فيها الهرم المجتمعي المغربي قاعدة واسعة من الشباب ، لتجاوز التحديات التي يمكن أن تواجه البلاد عبر تأطير هذه الفئة وإشراكها بفعالية في الأوراش التي انخرط فيها المغرب.
بدوره ، اعتبر السيد محمد الشيخ بيد الله، القيادي في حزب الأصالة و المعاصرة ، أن ما يزخر به المغرب من طاقات شابة ،وما يمتمع به أمن و استقرار ،لم يتم استثمارها واستغلالها بشكل جيد في السنوات الأخيرة .
وشدد في هذا الصدد على ضرورة استغلال هذه الطاقات البشرية وما يزخر به المغرب من ثروات ،و الاقتداء بتجارب بعض البلدان التي حققت تقدما كبيرا على المستوى الدولي في العديد من الجوانب ،حتى يتمكن المغرب من مواجهة التحديات المستقبلية.
ومن جهته، لاحظ رئيس الهيئة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب، السيد العربي المحرشي، “أن عزوف الشباب عن العمل السياسي ، واختياره الهجرة كحل لتحقيق تطلعاته وآماله ،مرده عدم إشراك هذه الفئة من المجتمع في تحمل المسؤولية ” ، موضحا أن ذلك يتجلى في النسبة الضعيفة للشباب في البرلمان ورئاسة الجماعات والجهات وغيرها من مواقع المسؤولية.
ودعا السيد المحرشي الفاعلين السياسيين إلى العمل على رد الاعتبار و الثقة للعمل السياسي واستغلال الطاقات التي تزخر بها المملكة ،و العمل على إشراك الشباب في تحمل المسؤولية وتدبير الشأن العام.
أما رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، السيد محمد بن حمو، فاعتبر أن طرح مثل هذه المواضيع للنقاش هو مؤشر إيجابي، مضيفا أن المغرب يبنى بسواعد شبابه ونسائه.
وأضاف أن المجتمع المغربي كباقي المجتمعات يعرف تحولات على العديد من الأصعدة (اجتماعية واقتصادية )، مشيرا إلى أن “التحول الديموغرافي الذي شهده المغرب هو أساسي ولا يدعو إلى القلق”، ومبرزا أن المملكة المغربية “لها ماض عريق، يعود ل13 قرن، يجب استغلاله لبناء المستقبل”.
وركز رئيس المركز على أهمية التواصل لتجاوز الصعاب رغم “التحولات العادية ” التي يشهدها المغرب ،من أجل الحفاظ على انسجام القيم المجتمعية ،التي بني عليها .
ومن جانبه، دعا الاكاديمي والكاتب و السياسي المغربي، السيد محمد المعزوز، النخب والأحزاب السياسية و المؤسسات التعليمية والآباء إلى تحصين الأبناء من الشعارات التي تدعو إلى ضرب الأمن و الاستقرار من أجل قطع الطريق على الداعين إلى التطرف والغلو.
و تندرج هذه الندوة في إطار اللقاءات التي دأب حزب الاصالة و المعاصرة على تنظيمها بمناسبة شهر رمضان الكريم حول قضايا كبرى لها تأثير هام على مستقبل البلاد.
قم بكتابة اول تعليق