الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية للبشرية “علامة فارقة” في مجال رعاية الطفولة المبكرة بالمغرب

أكدت الباحثة الشريكة بمركز دراسات الطفل بكلية الطب التابعة لجامعة ييل بالولايات المتحدة الأمريكية، أنيجليكا بونجوتا، أن الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تنظم الخميس بالصخيرات، تشكل “علامة فارقة” في مجال رعاية الطفولة المبكرة بالمغرب.

وقالت بونجوتا، في عرض تمهيدي حول موضوع “لماذا وكيف نستثمر في مرحلة الطفولة المبكرة ؟”، قدمته في إطار أشغال هذه المناظرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار “تنمية الطفولة المبكرة .. التزام من أجل المستقبل”، إن هذه المناظرة تشكل “علامة فارقة في تاريخ هذا البلد” باعتبارها تكرس وعي والتزام الجهات المعنية بأهمية الطفولة المبكرة وضرورة ضمان الحقوق الأساسية لكل طفل.

وأبرزت، في هذا الصدد، أن صناع القرار والخبراء والآباء والأساتذة وجميع الفاعلين في مجال الطفولة تعتبر المسألة حاسمة من أجل ضمان نمو سليم للأطفال الذين يشكلون مستقبل كل أمة.

واستعرضت بونجوتا، في مداخلتها، نتائج عدد من الدراسات التي أجرتها أو ساهمت في إجرائها في العديد من دول العالم، مؤكدة أنه من خلال تجربتها، فإن الفقر يشكل أبرز عامل خطر يؤثر سلبا على النمو السليم للأطفال في سن مبكرة.

وأوضحت الباحثة أن الفقر يحد من فرص ولوج الطفل لخدمات الصحة والتعليم والتغذية السليمة، وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية تتمثل، أساسا، في الحرمان والاكتئاب والبطالة، وكلها نتائج تؤثر سلبا على تطور المجتمع.

وأكدت الباحثة، في هذا الصدد، ضرورة إرساء منظومة متكاملة لرعاية الطفولة المبكرة في كل بلد، تقوم، أساسا، على التزام للحكومات ب”إحداث تغيير حقيقي” لفائدة هذه الفئة العمرية، وذلك عبر وضع سياسات وطنية وإقليمية ومحلية تتسم ب”الالتقائية والاستمرارية والإنصاف”.

كما أكدت بونجوتا ضرورة تأمين حكامة وتمويل هذه المنظومة بشكل يراعي ربط المسؤولية بالمحاسبة، مشددة، في الوقت ذاته، على أهمية التزام ودور الأسرة والمجتمعات المحلية لصالح الطفولة المبكرة، باعتبارهما أبرز مؤثر على شخصية الطفل في سنواته الأولى.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة بالرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذه الدورة، التي تتزامن مع الذكرى الأولى لإعطاء جلالة الملك انطلاقة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (19 شتنبر 2018).

وتتواصل أشغال الدورة الأولى من المناظرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تنظمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتنظيم ثلاث جلسات حول “المشاريع والأدوات المبتكرة للتنمية المعرفية ولاجتماعية للأطفال”، و”المشاريع والأدوات المبتكرة لصحة وتغذية الأم والطفل”، و”نحو سياسة مندمجة لتنمية الطفولة المبكرة”، وذلك بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين والأكاديميين والخبراء المغاربة والأجانب من ذوي الاختصاص.

وسيعرف هذا الحدث، الذي يحضره أزيد من 500 مشارك يمثلون المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية والمجتمع المدني والجماعات الترابية والقطاع الخاص، تنظيم حفل توزيع جوائز هاكثون التنمية البشرية، وهو مسابقة لأفكار المشاريع المبدعة، لفائدة الفرق الاثنتي عشر الفائزة في الهاكاثون الجهوي.

وتسعى هذه المناظرة، بالأساس، إلى تحسيس كافة الأطراف المعنية بالرهانات المرتبطة بتنمية الطفولة المبكرة وكذا تبادل الآراء حول تصور المبادرة والمقاربة التي تنهجها في هذا الإطار للمساهمة في النهوض بهذه الفئة، وخاصة من خلال إبراز الدور الفعال للاستثمار في الطفولة المبكرة في تنمية الرأسمال البشري وإعداد الأجيال الصاعدة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.