إشراقة نيوز: عبدالمجيد العزيزي
يحمل الطالب الجامعي مجموعة من الأفكار والإبداعات والاختراعات العلمية والثقافية والسوسيوتنموية والتاريخية على حد سواء، هذه الحمولات التي تتجلى في المهارات والمكتسبات والمعارف التي تغذي هذا الطالب يقف من ورائها وبدون أدنى شك مكونين وأساتذة وباحثين جامعيين همهم الوحيد هو إعداد طالب مميز لتقديمه للمجتمع في صورة راقية لمشهد علمي مرتبط أساسا بالهوية الثقافية.
وفي هذا الإطار، فإنه يسعدنا أن نسلط بعضا من الضوء ومن خلال هذه الفقرات، على الصورة الحقيقية للجامعة المغربية عامة وجامعة القاضي عياض خاصة، حتى يتسنى لنا تنقية بعض الافكار المليئة بالشوائب والمغالطات التي تقول بان الجامعة ما هي إلا فضاء للتسلية ومضيعة للوقت..
إن الحرم الجامعي له فعاليته ومردوديته، وهو ينتج أطر جد مقتدرة وفعالة، ولها خبرات وكفاءات ومهارات ذات جودة رفيعة، بالرغم من ان هناك مجموعة من المعوقات التي تقف في وجه الطالب والتي تتجلى أساسا فيما هو مادي، إذ أن هذا العائق يبقى هو المشكل الاساسي في وصول جميع الطلبة إلى اسمى المراتب في تكوينهم وتأطيرهم العلمي..
فالبحث العلمي، في هذا المنوال يتطلب توفير الجانب المالي للطالب بالدرجة الأولى، لكي تتوفر من خلال ذلك آليات وميكانيزمات تساعد هذا الأخير في مواكبة البحث العلمي، فالطالب دائما ما يعاني الأمرين من هذا الجانب الرهيب فما يلبث إلا أن يحاول تجاوزه بكل إقدام وصبر وجلد وشجاعة، ويشق بالتالي طريقه لتنوير مستقبله وتحقيق أهدافه، فيستطيع التغلب على كل المعيقات من خلال أنشطة ثقافية موازية.. وينطلق ..
وهنا نطرح استفسارين مهمين ما يلبثان أن يتبادرا إلى أذهاننا..
ما هي الترسيمات التي وضعها طلاب كلية قاضي عياض بمراكش لتحقيق طموحاتهم؟ وما هي المنهجية التي اتخذوها من اجل تنوير مستقبلهم؟.
إن طلبة كلية قاضي عياض بمراكش والمسجلين في جميع التخصصات، قاموا بجميع المحاولات الشخصية لتحقيق الوحدة الجماعية والغوص في مجال الابتكار والإبداعات السوسيوثقافية والتنموية والتي تتجلى في تكريس جهودهم من خلال بلورة أفكارهم صوب التنشيط الثقافي داخل الجامعة او خارجها. إذ بفضل المجهودات الواسعة والكفاءات والمهارات العالية، استطاع العديد من الطلاب أن يأخذوا المشعل لتنوير رآهم المستقبلية والتعريف بكليتهم على المستوى المحلي والوطني والدولي.
وهذا ما يبرهن على مدى جودة الطالب الجامعي بهذه الكلية الذي دائما ما يسعى الى البحث من اجل الوصول إلى هدف المرسوم، وتحقيق مكتسباته العلمية، وتكريس قدراته ومهارته من خلال التجربة الذي اكتسبها من طرف المكونين وأساتذة باحثين..
فهؤلاء الطلبة يحملون مبادرات “عدة” لشق الطريق والانفتاح على العالم الخارجي، حتى لا يبقى الطالب منهم محصورا بالمقررات الدراسية فحسب، فالطالب الناجح بالقاضي عياض دائما يبحث على المعرفة الحقيقية أو الأشياء التي يجهلها، والتي تختزل كل ما هو سياسي ، ثقافي ، اقتصادي وسوسيوتاريخي وانتروبولوجي. وكل هذا يحدد الوحدة التلاحمية والجماعية للطلاب بجامعتهم وبأطرهم التربوية. لأن الإنسان الناجح يشتغل بشكل جماعي في إطار وسائل بيداغوجية وديداكتيكية..
إن أفكار الطالب الجامعي دائما ما تكون على صواب وناجحة ويستحق اكثر من مساندة وتشجيع عليها، لأننا نجده يهتم بتخصصه، بالإضافة إلى الاهتمام بمجالات عدة ومتنوعة ولهذا فانه يمكننا ان نعتبره طالب ناجح نجاحا متميزا، فكل عمل ثانوي يضاف للرئيسي وكل تخصص يكمل الاخر وكل حلقة تكمل بعضها شيء جميل ورائع إذ من خلال ذلك تكتمل السلسلة العلمية والثقافية، السلسلة التي تصب في نهاية المطاف في مصلحة البلاد والعباد.. والعلم والمعرفة..
فكل عمل يقوم به الطلاب يبقى من الصبغات الأساسية والمهمة في تاريخ كل الشعوب.. وبالتالي فان الطلبة قد ينكبون على جميع العلوم والانفتاح على المحيط الخارجي، وعلى أنشطة موازية .. وهذه السمة من السمات الاساسية في الطالب الباحث ليكون شخصيته ويصنع تاريخه ويحقق ذاته ، ويمكن استرسال هؤلاء الطلبة الذين أخذوا المشعل انطلاقا من الابتكارات العلمية والفكرية والمهارات والقدرات والتربية البيداغوجية التي أخذوها واستلهموها من طرف أساتذتهم والتي ما فتئت تنور أفكارهم المستقبلية .لان عقليتهم وطموحاتهم مليئة بالأفكار والمشاريع المنصبة جميعها لخدمة الوطن ؟؟
وكمثال لهؤلاء الطلبة :
ـ نجد الطالبة “وفاء بنحساين” المهتمة بالمجال الجمعوي، والتي واكبت عدة ندوات محلية ووطنية ودولية، ولها ثقافة واسعة في المجال التراثي والسياحة المستدامة . مما أهلها للمشاركة في لقاءات علمية كثيرة، كما شاركت ضمن الجمعية المغربية ايكيموس، ومشاركة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى والتي تتجلى في LES CHERS SINGORS كما أن لها إلمام واسع في المجال التواصلي والتراثي، ولها دراية بالمجال التراثي لا من الناحية التاريخية أو العمرانية أو الانتروبولوجية .
ـ ونجد ايضا الطالبة “عبور الضياء الشرعي” لها نفس المنوال .
أما الطالب “أسامة بوعلي” فهو رئيس المبادرة الذي يهتم بشؤون المبادرات، هدفه أن يحقق التنمية، ورؤيته حول الآفاق المستقبلية لشباب مراكش بصفة خاصة، والشباب المغربي بصفة عامة، وله طموحات واسعة في تحقيق المبتغى..
ـ ونفس الفكرة نجدها عند الطالبة “إيمان العدناني”، عضو في جمعية، و “مريم السينانج” الطالبة الباحثة ورئيسة البيئة وعلوم الاكتشافات، فإلمامها أكثر إلماما بالمجال البيئي، والمحافظة على البيئة، دائما تسعى الى خلق مجالات نظيفة وتوعية الناس من اجل المحافظة على البيئة على اعتبار أنها هي منبع الحياة .
وعلى هذا الأساس فأفكار هؤلاء الطلبة المميزين دائما ما نجدها تدعمها الدكتورة: “الزخيري” وهي فاعلة جمعوية وتهتم بالقضية اللوجستيكية.
ـ أما الطالبة “أميمة البنائي” وهي المسؤولة عن قسم التواصل، فهي تتحمل العبء الأكثر لخلق الجسر التواصل..
ولا ننسى الدكتورة “حياة القرطاوي” فهي أكثر فعالية في مجال التأطير والتكوين لهؤلاء الطلبة، وإنها تعتبر القيادية الاولى لفتح الطريق أمام هؤلاء وشحنهم بالأفكار الثقافية والتي تخدم مصالح الطالب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة لتنتج جودة جيدة، لها نجاعة ورفعة.
وعلى هذا الأساس، وعلى ضوء ما تقدم، ننتهي بالنتيجة التي تقول إن هؤلاء الطلبة حققوا ما يمكن تحقيقه بالمجال المعرفي والثقافي خصوصا أنهم اهتموا بالمجال الجمعوي لتحقيق الوحدة التشاركية في إطار التنمية المستدامة، وما أحوجنا لمثل هؤلاء الطلبة، فهم لا يقتصرون على ما هو داخلي فقط، بل رؤيتهم استشرافية إلى المستقبل. والتطلع إلى أفكار حاملة للمشاريع لتحقيق الذات، ومن تم سعيا إلى بناء مجتمع له كفاءة ومهارات واسعة في أبنائه..
قم بكتابة اول تعليق