إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
جميل أن نرى المؤسسات التعليمية في حلة جميلة وأن يحظى فضاؤها الخارجي والداخلي بعناية رؤساءها، لكن الأجمل أن تكون أولويات هؤلاء الأطر، العناية بالنشء والاهتمام بمستقبل تلميذ المدرسة العمومية، بعيدا عن مزايدات ضيقة تسيء إلى مستقبل جيل بأكمله.
إن أولى اهتمام الأطر التدريسية والإدارية والتفتيشية مراقبة ما يلقن للأطفال والمراهقين من شذوذ أفكار إلحادية (نجونا منها نحن في الماضي بقوة إيماننا وصدق إخلاصنا لديننا) واليوم تعاد الكرة مع شباب في مهب الريح ضعيف الإيمان كل التيارات تستهويه… وبين أفكار وعقائد دينية شاذة لا زال دعاتها يحلمون بها رغم رحيل مخلصهم وداعيتهم الذي كان ينغمس في ضلال بعيد، بين جماعة مزعومة التقوى محظورة في كل بقاع الدنيا لا أساس لشرعيتها سوى أحلام مقيتة لن يستيقظوا منها إلا على هلاكهم وينشرون خزعبلاتهم بين التلميذات والتلاميذ الذين يستهواهم الدين ويبحثون عن الالتزام فلا يجدون بدا من اتباع تحرر الجماعة النائية عن العقيدة الصحيحة أو التيار المتشدد..
فمن يحمي هؤلاء الأطفال والمراهقين شبابا وشابات من انجرافهم خلف هذه التيارات الشاذة التي أضحت تغزو مدارسنا وثانوياتنا.. وكأن الملتحي: ماركس أو جيفارا أو لم لا أبا أحد السلفيين هو المنجي.
ومن يحمي التلميذات المراهقات القاصرات من شذوذ ذئب ملتحي لا زال يعاني من كبت جنسي و عقدة خيانته من طرف زوجته وفرارها مع عشيقها لا زالت تطارده فيفرغ مكبوتاته في التلميذات القاصرات، أحيانا بالتغرير وأخرى بالتهديد وكل ذلك في غياب الإدارة وأولياء الأمور الذين يظهر أمامهم بزي الإمام الورع ولحية الواعظ التقي وما خفي أنتن.. خاصة وأن رائحته فاحت منذ مدة أزكمت الأنوف إلا أن جهات لا زالت تضع الكمامة فلم تشتم ريحه العفنة، ولعل شريكه في التستر على تحرشاته بفتيات من سن بناته هو ذاك الحارس الأمني الذي يبيت جميع أسراره بين جنبات صدره طمعا في الحفاظ على عمله …
وما هي إلا أيام معدودات وستنكشف فضائح باتت تروج بين جميع المتتبعين عدا الإدارة الوصية التي تضع أذنين من طين وعينين من وحل، تغض بهما الطرف عن شطحات (رجل تربية وتعليم) بات مشوها في صفوف التلميذات بمراهقاته الصبيانية ولعل صمت الإدارة يكمن في فزاعة النقابة التي يحملها أو لأجل الحفاظ على سمعة الجسم التربوي الذي نجسه هذا الشيخ المراهق، ولعلك تختاره من بين آلاف “المدرسين” من تحليه بلباس التقوى وعنفوان الديك أو أصله …
وقد توصلنا بعدة شكايات من التلميذات المتحرش بهن مرفوقة بعدة تسجيلات لرسائل هذا المربي التي تحث على التغرير بهن وبكلام فاحش يخدش حياء مراهقات، ظن أولياء أمورهن أنهن بين أيادي أمينة…
لقد أصبح التعليم تجارة وشطارة وأصبح بعض الأساتذة ( منذ فقدان لقب معلم ) مثل تجار القرب أو الباعة المتجولين بين رياض الأطفال والمدارس الخصوصية من أجل إعطاء دروس الدعم الليلية بتفان واجتهاد أكثر مما يجدون في القسم الذي يتقاضون عليه أجورهم من الدولة.. أليس هذا أكل المال العام بالباطل ؟؟ وهذا ما لا نجده في المدرسة الخاصة التي قرر أولياء أمور التلاميذ التوجه إليها على علم بما سيدفعونه من أموال مقابل جودة التعليم المفقودة في التعليم العمومي.
تلك هي مأساة جيل من الأساتذة الذين فقدوا إيمانهم برسالتهم وأصبح همهم الوحيد الربح والتجارة.
إن دور الإدارة عموما هو رقابة ما يلقن لهؤلاء التلاميذ داخل حجرات الدرس، وتبقى مسؤولية المديرية الإقليمية جسيمة في تقصي أخبار ما يروج داخل أسوار المؤسسات التعليمية لا الإكتفاء بمباركة الجداريات والأغراس وتنميق مداخل المدارس والإعداديات وحضور الاجتماعات، بل يجب الخروج إلى الميدان بزي المربي الذي ينقب عن مصلحة أبنائه لا أن يكون جنديا فوق رقعة اللعبة تحركها الأهواء والأجندات…
لقد كان في عزيزة الحشالفة المثل الأعلى للمرأة القوية التي اعطت للمدرسة والتعليم بسيدي سليمان الكثير (وحبذا لو ترأس كل الإدارات والسلط نسوة من عينتها) ففي عهدها شيدت العديد من المؤسسات الإبتدائية والإعدادية والثانوية امرأة لم تفتر عن لبس الحذاء الرياضي ( السبرديلة) ولا عن ارتداء (البوط) في فصل المطر لمراقبة البناءات والتجوال في جميع الجماعات الترابية بحثا عن الشراكات والمساعدات…
فماذا أنجز بعدها ؟؟ أم هي تصاوير وعناوين في مقالات الصحف، باردة مثلجة لا أساس لها من الصحة.
وهل خطا المدير الإقليمي الحالي على نهج وخطى سالفته عزيزة الحشالفة ؟؟ وهل قام بإصلاح وضعية المدارس التي بنيت من دون ترخيص المجلس البلدي ؟؟ وأين الرقابة الإدارية وأين المهندس المسؤول عن جودة البناء ؟؟
قم بكتابة اول تعليق