
إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
لعل أول ما يتبادر إلى الأذهان، ونحن نتتبع الشأن المحلي بسيدي سليمان، أن سبب تدهور وتعطل التنمية بهذا الإقليم عموما وبالمدينة خاصة، تلك العراقيل التي تقع داخل المجالس المنتخبة… ولعل ما يحدث في دورات المجلس البلدي لسيدي سليمان يوحي بذلك…
- فمن الناس من يحمل مسؤولية التدهور النمائي، إلى عجز الرئيس وفريقه وعدم قدرة هذا الطاقم على تحمل مسؤولية تسيير الجماعة، مع بعض الاتهامات بانتهازية ومصلحاتية ووصولية بعض الأعضاء، خاصة حينما يكون هؤلاء الأعضاء من ذوي السوابق في البحث عن مصالحهم الشخصية والترافع عن قضايا تهم ملفاتهم الذاتية، مما يتنافى مع بنود القانون المنظم للجماعات المحلية 114.13 ( وهذا حسب رأي بعض المواطنين)
- في حين يعزو آخرون سبب فشل الرئيس في التسيير إلى عرقلة المعارضة التي تعارض من فراغ ودون علم، خاصة أولئك الأعضاء الذين ليست لهم تجربة سياسية ولا خبرة ميدانية، بل بقدرة قادر وبشفاعة الزملاء تمكنوا من ولوج هذا المجلس.
فهناك من يعارض طمعا في الشهرة وكسب إعجاب المتتبعين، وتلك الصولات والجولات داخل قاعة الاجتماعات، وهو يفوت على مدينة بأكملها فرصة التنمية التي طالما انتظرها المواطنون…
وهناك من يعارض لا لشيء سوى أنه وجد نفسه خارج لعبة “الراضي”، فيلتجئ إلى المعارضة مرغما لا بطل، بحثا عن اقتناص الأضواء والفرص.. خاصة وأنه لم يحظ بعطف الرئيس ولم تأته الفرصة المواتية لبيع ذمته وضميره والساكنة التي صوتت عليه موهما نفسه وأتباعه أن مصلحة المدينة في تحالف لا أساس له من الصحة، وكأن الرئيس “ولد الراضي” سيغترف من مال والده وسيغدق على سائر الأعضاء من الأتباع ” نسوة ونساء “ بل يمقتون صاحب الحظ الأوفر الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، ولم ولن يأتي يوم يكون فيه معارضا بل يتحالف مع شارون وإبليس إن اقتضى الحال في سبيل تحقيق مصالحه التي قضى منها الكثير، واستفاد الكثير، ويطمع في المزيد، وقد يتنكر لولي نعمته في سبيل تحقيق استفادته تحت شعار: ” أنا وما بعدي الطوفان “… ولعل ملف الرخص المزورة والمشبوهة بالرشاوي الذي تقدمنا به إلى مفتشي الإدارة الترابية يضع حدا لما اقترفه ولا يزال هذا “المشتشار”…
إن مأساة مدينة سيدي سليمان تتمحور حول الثالوث الرئيسي الذي يزيد ذلك الشرخ، فتكبر الهوة التي تطارد التنمية بالإقليم: *النخب *المواطن *السلطة…
- فالنخب على اختلاف مستوياتها وانتماءاتها كلها تسبح في وادي المصلحة، سواء المصلحة الشخصية وما أكثرهم، أو المصلحة الحزبية وهم قليل، والقلة القليلة ممن يريدون الخير لهذه المدينة وساكنتها…
- المواطن يقول: نفسي، نفسي… ولا أحد يبالي… إما ينتقد من خلف شاشة زرقاء أو يتذمر ويسب ويشتم الظروف والأوضاع.. أو يمتنع عن التصويت ليفوت الفرصة لضعاف النفوس ببيع المدينة باسرها…
- وفي المقام الثالث “السلطة” ورجالها وهو حظ هذه المدينة، أن يعين بها رجال سلطة دائما بدون غيرة على القسم الذي أدوه يوم تخرجهم، بل وأكثرهم لا يفي بالوعود التي قطعها يوم وطأت قدماه مدينة سيدي سليمان في سبيل إخراج التنمية والبحث عن موارد اقتصادية ومشاريع تنموية اجتماعية وغيرها، لكن سرعان ما يتبخر ذلك الحلم الوردي الذي عشناه وآمنا به وكأن المسؤول الذي عينه صاحب الجلالة مرشح يستهوي المواطنين بكلامه المعسول لكسب رضاهم وثقتهم.
أين كان رجال السلطة ورئيس المجلس البلدي يخرق قانون التعمير علانية؟ وأين عامل الإقليم وتقرير المفتشية العامة للإدارة الترابية بشقيه المحاسباتي والتعميري يعج بملاحظات نتنة يندى لها الجبين ويتورط فيها العديد من الأعضاء؟؟ ولم يحرك الكياك ساكنا أمام هذه القضايا الكبرى التي باتت تؤرق الساكنة ونخجل من كتابتها والحديث عنها؟؟
أين باشا المدينة؟؟ وهو يسامر الرئيس السابق بالمسبح الأولمبي كل ليلة ويغض الطرف عن فضائحه وتجاوزاته خاصة في مجال التعمير؟؟ بل الأعجب من ذلك أن رجال السلطة شمروا على سواعدهم لمحاربة البناء العشوائي بعد عزل هذا الرئيس… فهل كانوا يخشوه؟ أم يخشوا أنيابه؟؟ علما أنه ليست له أنياب.
ألم تكن السلطة على علم بعدد تصاميم البناء غير القانونية التي وقف عليها رجال المفتشية للمرة الثانية في نصف ولاية واحدة؟؟ فأين خبرة وحنكة الكياك وفرشادو وبخيت من كل هذه التجاوزات؟؟ أم أن الساكنة تنتظر قدوم المفتشين للوقوف على ذلك؟؟؟ ولعل وزارة الداخلية يكون لها الفيصل في ما يقع.. على شاكلة عمالة الصخيرات تمارة بمعاقبة كل المتقاعسين عن أداء الواجب.
إن مدينة سيدي سليمان اليوم تبحث عن نبراس أمل في إعادة القطار إلى سكته والبحث عن تنمية حقيقية بتجاوز كل الخلافات التي لا أساس لها من الصحة بين أغلبية ومعارضة، ويكون الهدف الرئيس هو تنمية المدينة والدفع بعجلتها نحو استثمار أفضل لإخراج الساكنة من قبو الركود والتذمر… ولعل الكاتب العام عبد العالي لفريشة ورئيس قسم الشؤون الداخلية عبد الله العظمي والباشا لحبيب مزان تكون لهم النظرة الصائبة في محاولة تضميد الجراح ومعالجة الأوضاع في انتظار قدوم العامل الجديد بخبرة جديدة ونظرة صائبة سديدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
قم بكتابة اول تعليق