أبرز علماء وباحثون مهتمون بالشأن الديني، اليوم الأحد بالرباط، أهمية وظائف إمارة المؤمنين في حفظ الملة والدين وصون تدين المغاربة، بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
جاء ذلك خلال أشغال الندوة العلمية الوطنية، التي نظمها المجلس العلمي الأعلى في موضوع “إمارة المؤمنين والخصوصية المغربية”، في إطار أنشطته الرامية إلى تنمية الوعي الديني للأمة، واضطلاعا بدوره الأصيل في تأطير المجتمع المغربي، وتقوية التفافه حول الثوابت الدينية والوطنية.
وفي هذا الصدد، شدد مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، على الأهمية التي تكتسيها إمارة المؤمنين في تحقيق الاستقرار السياسي والاطمئنان الوجداني والتفاعل الإيجابي مع مؤسسة الحكم والانخراط في مشروعها، معتبرا أن اختيار المجلس العلمي الأعلى لموضوع إمارة المؤمنين محورا للمدارسة العلمية لا يمكن إلا أن يكون اختيارا حميدا لما ينتظر منه من انتهاء إلى مخرجات فكرية وعلمية.
وأبرز السيد بن حمزة، خلال عرض قدمه حول موضوع “علماء الأمة المغربية قدوة في الإلتزام بمقتضيات بيعتهم الشرعية”، أن أول هذه المخرجات هو الانطلاق من التسليم بحكم الضرورة المنهجية بأن ” للإسلام دولة ذات هوية وخصوصية، مارست الحكم، ولها تجارب في السلطة “.
كما تحدث عن الدور الحمائي لإمارة المؤمنين بالمغرب في كثير من المحطات التاريخية، مستعرضا ما يختزله مصطلح الإمامة العظمى من المضامين الضابطة لحقيقتها.
ومن جانبه، اعتبر محمد سالم الجيلاني، رئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، في عرض له، أن البيعة الشرعية تعد من أبرز مميزات النظام السياسي الإسلامي، كونها نظام حكم تفرد به الإسلام وارتبط به ارتباطا وثيقا من حيث الالتزام بالمنهج والشريعة والشورى، مؤكدا على مدى تشبت المغاربة بقاعدة البيعة الشرعية عند تولية ملوكهم الحكم سيرا على نهج الصحابة الأكرمين.
وأشار إلى أن البيعة في المغرب تتم عن طريق ممثلي الأمة المغربية، وفي مقدمتهم العلماء ورجال السلطة وشيوخ القبائل وممثلو مختلف مناطق المملكة المغربية، تجسيدا للتلاحم العميق والروابط الوثيقة التي تجمع بين العرش والشعب على الدوام.
كما شدد على متانة الروابط السياسية بين سلاطين المغرب وبين الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية التي ظلت متينة وراسخة ومتأصلة عبر التاريخ، معتبرا أنه بفضل حضور مبدأ البيعة والعمل به في تاريخ المغرب السياسي لأكثر من 12 قرنا استطاع المغرب أن يستمر في تثبيت سيادته على الأقاليم الصحراوية والحفاظ عليها.
من جهته، قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن مؤسسة إمارة المؤمنين في المملكة مستوعبة بفضل الله في حدبها وحرصها وإمارتها لكافة رعاياها بجميع انتظاماتهم الدينية، فحقوقهم مرعية، ومصالحهم محمية وفق الهداية الشرعية.
وأضاف أن حرص إمارة المؤمنين على رعاية الأقليات الدينية بالمغرب أمر يضمنه دستور المملكة وقوانينها وتشهد على تجلياتها تقارير المنظمات الأممية المختلفة.
وبدوره، قال أمادو تيدياني ديالو، أستاذ باحث في عرض قدمه حول ” الامتداد الروحي الإفريقي بين المغرب وبلاد السودان في عهد أمير المؤمنين محمد السادس”، إن العلاقة التي تربط المغرب وافريقيا جنوب الصحراء، علاقة موغلة في القدم وعرفت تطورا في القرون الميلادية الأولى خاصة خلال القرنين الثاني والثالث من الهجرة.
واعتبر أن الامتداد الروحي الإفريقي لإمارة المؤمنين في عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ” بنيت على مبدأ الاستقرار في الداخل والامتداد في الخارج وفق دمج بين الدبلوماسية الروحية التي تشمل العلاقات الثقافية والدينية، وبين الدبلوماسية السياسية التقليدية والدبلوماسية الاقتصادية “.
يشار إلى أن هذه الندوة توخت إلى بيان وظائف إمارة المؤمنين في حفظ الملة والدين، وصون تدين المغاربة، خصوصا في العهد العلوي الراهن، عهد الوحدة والاستقرار والتنمية والازدهار، بقيادة جلالة الملك.
قم بكتابة اول تعليق