زكية منصوري تكتب: التدهور الأخلاقي والتنافر الإجتماعي والعنف داخل المؤسسات التعليمية، واقع يتطلب صحوة اجتماعية وثقافية لمواجهة الواقع المرير

إشراقة نيوز: زكية منصوري

اعتادت الأجيال السابقة على احترام المعلم و جعله في القمة إلى درجة التقديس، تبعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  : (من علمني حرفا صرت له عبدا)؛ فهو المربي و المعلم و كلمته عالية ومسموعة تحث دائما على الأخلاق والتربية والتهذيب..

أما المدرسة فكانت لها قيمة كبرى، فهي بمثابة مكان للعبادة والتعبد وهي بناية ذات الجوهر الأخلاقي المتزن حيث كان دورها الأساسي التربية قبل التعليم.

وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الأطر التربوية تعيش في خطر، مهددة بالعنف داخل المؤسسة وحتى خارجها، وأصبحت هي المخطئة والمتعلم على صواب هو من يقوم بدور الراعي والمسؤول والمربي والمهذب، فكم من معلم عنف وضرب و تعرض إلى مهاجمات شرسة… وأصبحت الأطر التربوية مغلوب على أمرها.. ناهيك عن بعض أولياء أمور التلاميذ الذين يعترضون طريق المعلم ويأخذون حق أبنائهم بأيديهم (كايتخلص بيدو) علما أن بعض الأبناء هم الذين يرتكبون الأخطاء الشنيعة التي يستحقون عليها العقاب… فأصبحت الأطر التربوية ترى الظلم وتسكت عنه رغما وخوفا من التهديدات والمضايقات والعنف والخطر المحيط بهم…

وغير بعيد عن هذا فقد أصبحت بعض المؤسسات التعليمية وللأسف الشديد تروج فيها المخدرات بشتى أنواعها من طرف بعض التلاميذ بل من طرف بعض التلميذات أيضا أمهات الغد أمهات المستقبل مربيات الأجيال… واأسفاه!!! على أمة “اقرأ” بل نجد بعضهن يتعاطين هذه المصائب العظمى و القليل من سلمن من مثل هذه الكوارث..

وهناك نموذج آخر من التلميذات اللواتي تناولن السم وسقطن في مؤسساتهن بغية الانتحار…

ومن الظواهر الشاذة التي أصبحت تغزو المؤسسات التعليمية، ظاهرة المتسكعين المسلحين بالكلاب وغيرها والذين يعترضون سبل التلاميذ لأي سبب من الأسباب وقد يهاجمونهم ويزرعون الرعب في قلوب كل من اقترب منهم سواء داخل المؤسسات أو في المحيط الخارجي لها..

لقد أضحت هذه الظواهر الكارثية من مسلمات هذا العصر وابتلي بها هذا الجيل أغلبه، فما السبب؟

هل هي أسباب اجتماعية أم مادية أم أخلاقية أم انعدام التربية أم استهتار الجميع بالمسؤولية تجاه الأبناء أم الغزو الثقافي والفكري لكل شرائح المجتمع المغربي وما يستورده من أفكار شاذة ولاأخلاقية من الغرب الذي انعدمت فيه الأخلاق وأواصر المحبة والروابط الإجتماعية التي يحث عليها ديننا الحنيف؟؟؟

هل حقا اقتصرت مسؤولية الآباء والأمهات على توفير الماديات والأكل والشرب كالأنعام بل أشد من ذلك؟ أم أن التيه الذي يعيشه الجميع في دوامة الدنيا جذب كل واحد إلى ملهاه متناسيا حجم المسؤولية وعظيم الدور الذي يلعبه داخل المجتمع..

لقد حان الوقت لمراجعة هذه السلوكات الخطيرة على الفرد مثل المجتمع لمحاولة تدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان..

1 Comment

  1. مقال له راهنيته رغم تداوله منذ مدة، وكل ماجاء فيه له ارتباط وعلاقة مع الواقع المعاش،لكن هي سياسة مقصودة وتم التخطيط لها منذ زمان ويتعلق الأمر بضرب القدوة سواء الأستاذ،أو الفقيه الشيخ أو الأم المربية، والنتيحة والحصيلة مجتمع مفكك غياب التربية وسيادة الفاحشة على جميع المستويات والكل أصبح عاجز عن الاصلاح…نسال الله التوفيق والسداد

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.