برنامج محو الأمية بالمساجد وسياسة وزارة الأوقاف في الإعفاءات شرارة خطر تهدد أمن البلاد

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني:

بعد حملة الإعفاءات التي نهجتها الإدارة في العديد من القطاعات ضد عدد من المسؤولين في القطاع العام وذلك بدعوى انتماءاتهم إلى تنظيمات أو جماعات محظورة، تشهد اليوم الساحة الدينية وخاصة ما يسمى ببرنامج محو الأمية الذي أطلق في المغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله ضرب به عصفورين بحجر واحد: أولهما القضاء على الأمية بالمغرب بنسبة جد عالية وثانيهما انتشال عدد من المعطلين من بؤرة البطالة وذلك بتشغيل كم هائل من حاملي الشهادات كمؤطرين للبرنامج أو مستشارين أو منسقين.
وقد شهد هذا البرنامج اهتماما مولويا حيث بعد أن كان راتب المؤطر 900 درهم أصبح اليوم 2000 درهم، وهو ما شجع العديد من الشباب لولوج هذا البرنامج من جهتين : دين ودنيا، تعليم القرآن والسنة النبوية التي يؤجر عليها المعلم في آخرته وكذا الحصول على مبلغ من المال يسد حاجته.
هذا وقد اعتزمت الوزارة اليوم وبعد هذا التطور الكبير إعادة النظر في مجموعة من المؤطرين وذلك لحاجة في نفسها تريد أن تقضيها. حيث تعيد اختبارات العديد من المؤطرين والمؤطرات الذين قضوا ما يزيد عن العشر سنوات في هذا البرنامج، بغية التخلي عنهم لأتفه الغلطات التي قد يرتكبها المؤطر في هذا الإختبار. وهو مؤشر على أن الإدارة تبحث عن هفوات هؤلاء المعطلين لإرجاعهم إلى سلك البطالة، وهو أمر لا تحمد عقباه…
إن محاربة الأرزاق التي تنهجها الإدارة عموما ووزارة الأوقاف – ذات الشأن الديني- على وجه الخصوص لهي سياسة غير محمودة خاصة وعلى المستوى المحلي فقد شهدنا بالأمس القريب إعفاء إمام ضرير من مزاولة دوره الدعوي وقطع رزق عياله لسبب لا يعلمه إلا رجال المندوبية الإقليمية للوزارة علما أن في سيدي سليمان عدد كبير من الذين يتوجب إعفاؤهم نظرا لاتجاهاتهم المعادية للنظام وسلوكهم غير المحمود لدى المصلين.
وعن برنامج محو الأمية فهناك عدد من المستفيدين والمستفيدات من هذه المبادرة هم في غنى عنها أو لا يستحقونها سواء بالمستوى الدراسي المطلوب أو من حيث أخلاقيات هذه المهنة – الشريفة -. فكم من موظفة بالعمالة تؤطر برنامج محو الأمية للحصول على راتب مزدوج (اللهم لا حسد) ولكن ينظر في الأولويات لهذا البرنامج. وهناك من تستغل نفوذ زوجها القائدي لتكون الجماعة كلها تحت أمرها. ناهيك عن مساجد وهمية يستفيد منها عدد من المؤطرين لتبقى معضلة استغلال النفوذ والشطط السلطوي تطغى على الجانب الديني بالمنطقة. وكيف لا والمسؤول عن القطاع لا يحرك ساكنا بل يجدر بالوزارة إعادة الحركات التنقيلية لرؤية وجوه جديدة على رأس القطاع عوض الخلود لأكثر من ست سنوات.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.