رمضانيات :المرأة بين الفطور والسحور

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

لا يمكن أن يتجادل اثنان بأن المرأة من الطبقات الدنيا والمتوسطة تعيش أثناء رمضان بين مطرقة الإفطار وسندان السحور وخصوصا في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي نعيشها اليوم، يسيطر فيها منطق أسواق الجملة والبورصات على ما سواها من المؤسسات الأخرى .

فعلى عاتقها تقع مسؤولية ضبط المصاريف أثناء إعداد مختلف الطعام والشراب وتلبية أذواق كل أفراد الاسرة وخصوصا الأب، ربان المركب، بعد يوم من العناء والجهد يفقد فيه الجسم ماءه وسعرات حرارته.

ومعركتها الأولى الحاسمة مع وجبة الفطور التي تتعدد فيها المواد الغذائية والصحون والملاعق واستهلاك الماء والكهرباء داخل مطابخ في أغلبها مظلمة بسبب هندسة الشقق غير اللائقة في أغلبها.

ويقع على عاتقها تبعات أي تفريط أو إفراط في إعداد الوجبات من حيث الكمية والذوق وتناسق عناصرها الغذائية، مع احترام توقيت وضعها فوق طاولة الاكل قبل أذان المغرب بدقائق معدودات حتى لا يتعصب المدمن على التدخين ومشروبات القهوة والشاي.

وليس لها من راحة بعد وجبة الإفطار سوى الوقوف مرة أخرى أمام كومة الأواني وبقايا الطعام لكي تغسلها وتعيدها إلى مكانها إذا لم تجد بنتا أو ولدا صالحا يتفهم معاناة الأمهات في رمضان.

ومعركتها الثانية مع وجبة السحور التي تأتي في وقت حاسم من الليل بين تعب وجبة الإفطار وشدة النوم العميق الذي لا غنى عنه، لكن الطلب الديني لا يمنحها الخيار في إعداد وجبة يحار العقل في ضبط عناصرها.

والنتيجة نساء مرهقات على طول الشهر لا يجدن الوقت للإعتناء بأناقتهن في زمن سيطرة العادات السيئة في الأكل والشرب وإعداد الوجبات بصفة عامة وليس أداء فرض روحي بطريقة سلسة تراعي صحة ربة البيت قبل أي اعتبار آخر .

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.