إشراقة نيوز: محمد الحرشي
يصدم المرء في اليوم الأول من شهر رمضان لحجم ظاهرة انتشار التسول في كل مكان، وترصدها العين عنذ محاولة سحب بعض الأوراق المالية من إحدى البنوك المغربية المنتشرة في كل زاوية، شارع، وزنقة .
فأمام كل شباك بنك تجد نساء يفترشن الأرض متخفيات وراء لثم فوق وجوههن مع أطفال صغار أو لوحدهن، يطلبن سخاء اليد والاقتطاع من المصدر قبل ذهاب المعني إلى السوق.
فبعد أن كان التسول محصورا في الاسواق التقليدية والازقة الضيقة والمساجد، توسع الآن نطاق هذه الظاهرة لكي يمتد إلى الابناك والأسواق العصرية والمخبزات والحلويات والصيدليات ووكالات إرسال الأموال، وكل إدارة أو مؤسسة تشتم فيها رائحة النقود المعدنية والورقية، حيث تتسابق عليها المتسولات والمتسولون، كنقط استراتيجية، ويتم حجز المكان وحراسته منذ الساعات الأولى من الصباح، بل في احيان أخرى توريثه شفهيا، اذا كان مدخوله محترما، إلى أحد من ذوي القربى أو يؤدي واجبا لذوي الحقوق.
وتستعمل الكثير من الحيل وأساليب النصب لاستمالة المواطنين والمواطنات مثل معينات الأشخاص في وضعية إعاقة (عكاز، كراسي.. ) وعلب الحليب الفارغة والأدوية وحتى براءة أطفال نيام كوسائل قوية لاستدرار العطف وزيادة العطاء.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت الظاهرة لتشمل محلات الجزارة والخضر عند وقوف الزبناء والزبونات، فالمتسولات يطلبن قطعة من لحم أو حبة بصل أو بطاطا بدل درهم أو أكثر.
فالوضع يتطلب بحثا تنخرط فيه المناهج المختلفة من علوم اقتصاد، اجتماع، سياسة، نفس ، سلوك ، فلسفة، دين وغيرها لكي نجيب عن الظاهرة المتفاقمة يوما بعد يوم ونتمكن من إيجاد الحلول المناسبة لظاهرة التسول التي تعد فعلا وصمة عار ومعضلة تعيق التنمية والاستقرار.
قم بكتابة اول تعليق