بوسلهام الكريني يكتب: عن أي عيد تتحدثون وخلف أي إمام سنصلي بعد عزل الفقيه العمراوي، أم أن زمن القمع عاد بالسياط والرصاص ليطول المساجد والمنابر؟؟؟

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني

ونحن نودع شهر رمضان ونستقبل أول أيام عيد الفطر السعيد نستحضر مأساة مدينة سيدي سليمان خاصة في الحقل الديني بعد عزل الفقيه العلامة سيدي محمد العمراوي، في مثل هذا اليوم بسبب خطبة عيد الفطر التي خطها بيمينه مستحضرا دوره التوجيهي كإمام ومرشد للنجاة في الآخرة ولم يكن ليرتقي ذاك المنبر فقط للحديث عن صلة الرحم والتصدق على الفقراء الذين ملأوا جنبات المصلى والصفح والتسامح بين أقوام انغمست أيديهم وامتلأت بطونهم بأكل مال اليتامى والربا والخمور واختلاس الأموال العامة، بل خص خطبته ليوجه مدفعيته إلى علية القوم وأصحاب القرار ليقول ما قال عن بينة وبذمة وضمير، أو ينسحب مخلفا برحيله عن المنبر الدعوي شرخا كبيرا وجرحا غائرا في قلوب المؤمنين من ساكنة المدينة فاسحا المجال للرويبضات للتجرؤ على اعتلاء المناصب والمباهاة بتلك الجلابيب البيضاء والنقنقة بالكلام المبهم دون وازع ديني ولا رادع أخلاقي، طمعا في تلك الدراهم التي يتقاضونها عن الدعوة إلى الله..

ولعل أزمة أسبوع القرآن لهذه السنة خير دليل على دور الفقيه محمد العمراوي في هذا المجال والذي ظل لسنوات يستدعي علماء أجلاء ودكاترة فقهاء يتحفون ساكنة سيدي سليمان بمحاضرات لا تخلو من العلم والمعرفة ينهل منها المتلقي الكثير من الفوائد العلمية والدينية أبطالها أساتذة جامعيون ورؤساء المجالس العلمية المحلية حجوا إلى مدينة سيدي سليمان من كل فج من المملكة العزيزة طمعا في الأجر والتواب وصلة الرحم مع ساكنة الإقليم السليماني واستجابة لدعوة الفقيه، الذي لا يبخل من جهته على باقي الاقاليم بعلمه ومعارفه..

لنتابع أسبوع هذه الدورة بكثير من الفروق والأداء الباهت وكأن مسؤولي الشأن الديني بسيدي سليمان يريدون أن يقطعوا دابر هذه السُّنَّة التي ما فتئت تعطي صيتا لهذا الإقليم البئيس.

ولعلنا نتذكر مقولة الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى في افتتاح إحدى دورات هذا الأسبوع القرآني حيث أخبر الجميع أن هذا الحدث الديني الكبير كان السبب في الالتفاتة المولوية لهذا الإقليم حتى مَنَّ جلالته على هذه الساكنة بإحداث إقليم سيدي سليمان..

لنتابع أسبوع هذه الدورة بكثير من الاشمئزاز والضجر وعدد من الفروق في الأداء مقارنة مع السنوات السابقة، وذلك بمواعظ عشائية تحل محل محاضرات علمية بمواضيع وشعارات خالدة من الذكر الحكيم.. وإننا لا نبخس الناس أعمالهم ولكن طبيعة البشر أن الاستزادة والأحسن وليس التقهقر إلى الوراء بدركات…

هذا وبين عشية وضحاها اعتلى الخلف منصب السلف دون جدارة فقط لسد الخصاص وكأن رجال التعليم فقط هم أصحاب الحظ الوفير والعلم الغزير والوجاهة في الشأن الديني، فكيف لنا أن نقارن السيف بالعصا..

خاصة أولئك الذين تخرجوا من المدارس الحركية والجمعيات الدعوية.. أليس في المجتمع أطباء متدينون ومحامون نزهاء من حملة القرآن الكريم وأطر عليا من أصحاب العلم الوفير سواء من العلوم الدنيوية أو الشرعية ليلجوا المجلس العلمي المحلي إلى جانب الفقهاء والأئمة من حفاظ كتاب الله حتى لا يبقى هذا المجال حكرا على أولاد بنموسى..

وغير بعيد عن هذا، ونحن نتحدث عن الحقل الديني بسيدي سليمان، إذ نسجل انحطاطا جليا في المستوى الذي وصل إليه بعض الأئمة خطباء الجمعة مما دفع بالساكنة وبعض الفاعلين المدنيين لمراسلة المندوبية الإقليمية للشؤون الدينية لأجل تعيين أئمة في مستوى تطلعات الساكنة وتفاديا لما يقع من ضجر وملل وكراهية للأئمة الحاليين مما يوقع الجميع في الحرج وربما المحظور سواء بالنسبة للإمام أو المأمومين، على اعتبار تلك المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع..

فماذا يقول المندوب الإقليمي للوزارة الدكتور ياسين الهلال وبعده الوزير أحمد التوفيق في هذه الشكاية؟؟ أم أن حل استيراد الخطباء من أقاليم أخرى سيعم كل المساجد كما وقع بمسجد الهدى؟ ولعلها تكون فأل شؤم على رجال البقالي حتى يعلم الجميع مستوى أئمة وخطباء وعلماء سيدي سليمان…

1 Comment

  1. جميل أن نجد أصواتا تصدح بشيء من حق في مدينة منحطة على جميع الأصعدة، وإن كان لي شخصيا بعض من تحفظ على أداء الشيخ نفسه وتعاطيه مع موضوعات بشكل منغلق رافض مفرغ من الاستعداد للنقاش والانفتاح على مختلف حساسيات المدينة ومثقفيها

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.