
إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
في صلاة العيد، خطبة تلاها الإمام وإفطار تلاها في حفل وبروتوكول جمع مسؤولين بوجهاء المدينة ومتملقين يرغبون في التقاط صور ورشف جرعات شاي مليئة بأسى العبرات والحسرة على كل ما جاء في الخطبة من واقع فاق المرارة واستنجد بكتاب الله وسنة نبيه على لسان إمام نطق بالحق غيرة على واقع أمة كانت خير أمة أخرجت للناس…
وبعد ذلك الاحتفال يستدركون أن الإمام وجه مدفعيات وصواريخ من نوع “سماء – أرض” مصدرها الثكنة العسكرية للمدرسة المحمدية تعليماتها قرآنية من القيادة العليا لرب العزة.. توجيهات ربانية حول الالتزام بالفضائل واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن..
- اجتناب أكل الربا وشرب الخمر وضخ أمواله في ميزانية الدولة.
- اجتناب الزنا بكل أنواعه فلا وجود لعلاقات رضائية كما يهلل بها بعض رموز الفساد.
- اجتناب الرشوة والريع والفساد الإداري وغيرها.
- ربط المسؤولية بالمحاسبة .
- الالتزام بتعاليم الدين الحنيف لأنه صمام الأمان والنجاة لهذه الدولة.
وبعد أخذ ورد والتمعن في كلام الإمام تبين أنه الحق من ربهم وأن كلام الفقيه كله صواب، جاءت فتوى كبيرهم فقال: أخرجوا الإمام من مسجدكم وأنزلوه من منبركم واعزلوه من مجلسكم إنه رجل يريد أن يفضحكم ويشمت الشعوب فيكم كما يريدكم أن تتطهروا… وهذا ما لا يعجبنا ولا يروقنا..
فكانت النتيجة عزل الإمام والعودة إلى خطاب الرويبضة واستمرار المدينة على ما كانت عليه من فساد…
هذا وقد انبهر الجميع بالخطاب وبأسلوب إلقاء الإمام الذي ذاع صيته في كل أقطار البلد وقد علموا أن ما جاء به هو الحق من ربهم، لكن سرعان ما نُسي هذا الخطاب وهذه الخطبة الرائعة في مساء يوم العيد، لتمتلئ الشوارع بالسكارى والزناة وتبرج النساء وقد فتحت الحانات وأطلق سراح الشياطين التي كانت قد صفدت في أول يوم من رمضان لتستأنف عملها الذي حقق بنو البشر أحسنه في غيابها.. ويبقى كلام الإمام مجرد رذاذ سرعان ما يتبخر مع بزوغ شمس أول النهار. ولعل زمانا يأتي يرتقي فيه أعوان السلطة الأميون منابر الدعوة بالجهل والضلال، ليفتوا بما يرضي ضمائر مريضة وقلوبا غلفا.. ويبقى المجتمع في ضلال سحيق: الناس جياع إلى قوت يومهم ليغذي بطونهم وإلى قوت عقولهم ليغذي قلوبهم ويشفي صدورهم من أورام سرطنت قلوب العديد ممن ابتعدوا عن طريق الله…
قم بكتابة اول تعليق