إشراقة نيوز: محمد الحرشي
ليس المطلوب ان يفهمك ابنك او ابنتك ، بل بالعكس انت المسؤول على فهم أولادك وبناتك، فهي القاعدة الأساسية ،الصحية والصحيحة ،في كل تربية سليمة والمفتاح السحري في تكوين شخصية اي صغير مهما كان أصله وفصله ومستواه الاجتماعي .
فالطفل يستوعب محيطه العام حسب عمره، حالته النفسية والمزاجية وتكوينه الفيسيولوجي، ونمط حياته المجتمعية ، فردود أفعاله السلوكية والانفعالية تحددها كيفية التعامل معه وفهم مطالبه وتلبية رغباته بشكل مرن لا مبالغة فيه ولا قهر .
ويلعب تكوين الكبار في فهم الصغار وإدارة الحياة الزوجية دورا مهما في نضج الآباء والأمهات من أجل ادراك مختلف الادوار التي عليهم تقمصها واستيعابها من أجل الوعي بمتطلبات كل طفل(ة) على حدة دون إفراط او تفريط.
صحيح ان رصيد الآباء والامهات من المعارف التربوية ضعيف وتقليدي إلى حد ما، ويظنون أن الطفل كائن راشد يفهم كل شيء، فقط يتمرد عليهم، والحقيقة أنهم يطبقون ما تربوا عليه من ضغط ان كان ضغطا او لينا ان كان ليونة .
فالفهم الصحيح للطفل(ة) هو ادراك رغباته وميولاته وحاجياته بشكل يحترم كرامته وشخصيته وليس فرض الأمر الواقع عليه فرضا بلا اقناع ومحبة في تنفيذ المطلوب وادراك معانيه ومقاصده.
فكثيرا من الأمهات والآباء لا يتحاورون فيما بينهم حول طبائع أطفالهم المختلفة ، من أجل التعرف عليهم كما هم في تصرفاتهم اليومية ، واحدا واحدا، لا كما يتوهمون ان يكونوا في الحاضر او المستقبل.
ومع الكبر تتغير المطالب والحاجات، ويصبح الطفل في حاجة اكثر إلى اللعب وابراز الذات وتقديرها وسماع كلمات التشجيع والاطراء التي تقوي ثقته بنفسه وتنمي مشاعر الخير وحب الآخرين عنذه مع التشبع بقيم مجتمعه وقوانينه التنظيمية.
فالطفل ليس فقط مختبر تجارب، كل مرة نفعل به ما نريد، بل هو كائن اكثر حساسية، فأقل شيء يخدش مشاعره، واي تهور في معاملته يترك أثره مدى الحياة مما يستوجب علينا كراشدين كبار ان نبحث عن الطرق السليمة ونستلهم النظريات التربوية القويمة لكي نفهم صغارنا منذ نعومة اظافرهم في البيت والمسجد والمدرسة والفضاءات العامة ،لا أن ننتظر اشتداد عودهم فيستعصي علينا آنذاك تقويمها ، زيادة على ما سوف تخلفه سوء المعاملة من عواقب أسرية ومجتمعية لا حصر لها.
قم بكتابة اول تعليق