إشراقة نيوز: محمد الحرشي
ليس ربيع الازهار والورود الجميلة والأشجار الوارفة والخضرة فوق التلال والجبال والمياه العذبة في كل مكان، بل خريف القحط والخشائش اليابسة وسقوط أوراق الاشحار والجفاف في كل مكان…
ما يقع الآن في فرنسا ذكرني بالربيع العربي عام 2011 عندما انطلقت الشرارة الأولى من تونس بعد أن حرق الشاب بوعزيز نفسه ردا على التهميش والحكرة التي تعرض لها على يد شرطية. فتمددت الاحتجاجات والعنف إلى باقي المدن التونسية.
التاريخ يعيد نفسه ، هذه المرة، في أوروبا بعد مقتل الشاب نائل على يد شرطي فرنسي مما أدى إلى وقوع تمرد اجتماعي لا مثيل له امتد إلى العديد من المدن الفرنسية وخصوصا العاصمة باريس.
فقد تعرضت المئات من المحلات العمومية والخاصة للتخريب، والمتاجر والأبناك إلى النهب، والمسؤولين العموميين إلى العنف في مشاهد تناقلتها كل القنوات العالمية.
الربيع العربي بمآسيه ، داخل القارة العجوز، انطلاقا من بلاد الأنوار التي تعيش منذ أيام على إيقاع الحرائق وتخريب الممتلكات ووقوع العشرات من الجرحى في صفوف المتظاهرين والشرطة واعتقال المئات من المخربين والناهبين.
والخطير أن أحداث العنف والتخريب لم تقتصر فقط على مدن فرنسا بل تعدتها إلى دول أوربية أخرى مثل ما وقع إبان الربيع العربي ، من تونس إلى ليبيا ومصر وسوريا ودول الخليج وشمال أفريقيا، كل هذه الدول اكتوت بالعنف المتبادل مما عجل بسقوط أنظمة وتغييرات دستورية عميقة في أخرى.
و القاسم المشترك بين الربيعين العربي والأوروبي هو أن الشباب عموما فقد بوصلة القيم الإنسانية والاجتماعية تحت تأثير سيادة المال والاستهلاك والتفاهة وضعف التضامن والتعاون عند الساسة ولوبيات المحروقات ومنصات التواصل الاجتماعي والانترنت ، وضمور الإيمان بأهمية العمل الجماعي وانتفاع حفنة صغيرة من المسؤولين بثروات البلدان ،كل هذا حول أجيال المستقبل إلى وحوش كاسرة لا تفكر في المستقبل ولا في نتائج اندفاعاتها وأحكامها على المجتمع ككل.
قم بكتابة اول تعليق