إشراقة نيوز: محمد الحرشي
في كل تعاملاتنا ومعاملاتنا اليومية نطلق كلمة “معقول” على كل شخص جدي، حسن النية، نزيه، متفان في أداء واجبه الوطني وخدمة الآخر، حتى أضحت هذه الكلمة الأكثر تداولا في كل جوانب حياتنا مع أهلنا وخارج بيوتنا، بها نقوم أداء أي مسؤول معين أو منتخب وكل شخص كيفما كانت منزلته الاجتماعية والسياسية وقوة قراراته.
فقد تتسم تصرفات أي شخص وقراراته بالجدية والانضباط وخدمة المصلحة العامة، فنقول عنه آنذاك بأنه إنسان معقول ، أو يتميز بالتهاون والتسلط وخدمة المصلحة الخاصة، فنصفه في هذه الحالة بأنه فرد أناني وانتهازي غير صالح لنفسه ووطنه.
وكلمة معقول مشتقة من فعل عقل الشيء، أي فهمه وأدركه على حقيقته، وأداه بجدية.. متسلحا بالموضوعية والمنهج العلمي في تدبير شؤون وطنه أولا ومصالح أسرته الصغيرة ثانيا. فعندما ننعت شخصا بالمعقول والجدية فإننا نبوؤه المكانة العليا، نثق فيه ونفوض له أمرنا تحت تأثير نبل أخلاقه وجديته في خدمة وطنه بدون انتظار مقابل أو تماطل. .
فالجدية مرتبطة أشد ارتباط بالعقل والمنطق لا تقبل الارتجالية و الاسترخاء والتهاون في العمل، ولا التسلط وفرض الأمر الواقع على الآخرين، ولا تأجيل القرارات المصيرية إلى حين، ولا الانخراط في السلوكات السياسوية الرخيصة.
فالجدية سلوك حضاري بالدرجة الأولى ، متجدد على الدوام ، جوهرها الانخراط في عمل الجماعة بقناعة وإدراك للمخاطر التي تهدد الوطن وذلك بالبحث عن الجديد في العلم والفلسفة والثقافة وكل ما جد من ابتكارات وإبداعات مختلفة.
فلا تكفي مظاهر الرفاه والبذخ المستورد لكي ندعي الجدية إذا لم تكن مقرونة بالتواضع والعمل المستمر في الزمان والمكان بعيدا عن أهواء النفس وشراك اللذة المقيتة.
ومن أكبر علامات الجدية عند أي شخص، أنه إنسان سخي مع من يوجد في دائرته وتحت مسؤوليته ولا نعني توزيع المال العام دون ضوابط الاستحقاق والتزامات القانون، بل عبر أعمال العقل في مكافحة الفقر والتوزيع العادل للخيرات على الفئات الهشة.
و الجدية أي( المعقول) هو تعميم التعليم ومحاربة الجهل وصون صحة النفس والجسد بالدرجة الأولى وتحقيق حلم الفئات الهشة في السكن اللائق دون إفراط أو تفريط في هوية الأمة ومقوماتها الأساسية.
قم بكتابة اول تعليق