“الحكرة” وخطرها على الوجدان والسلم الاجتماعي

إشراقة نيوز:  محمد الحرشي

يلاحظ أن مصطلح “الحكرة” من الكلمات الأكثر استعمالا من طرف الفئات الهشة والمعوزة للتعبير عن معاناتهم النفسية والاجتماعية أمام الإدارات،  وفي التجمعات الاحتجاجية والمواقف الحقوقية، وحتى من طرف بعض النواب داخل البرلمان وبعض المدونين والمدونات الأكثر تاثيرا وكل من احس ب”الحكرة” وله هاتف نقال ليعبر عنها.

وهي كلمة شديدة الخطورة لها مفعول الرصاص على القلوب وقوة تحطيم الأجساد كما يحطم الديناميت جبل أو قنطرة متهالكة أو شق طريق في أعماق الفجاج .

وأغلب ضحاياها من الفقراء والمعوزين والشباب وخصوصا الباعة الجائلين الذين لهم النصيب الأوفر من الإحساس بالحكرة والتهميش والدونية..

فالمغربي بطبعه وتربيته إنسان مسالم إلى حد الاستسلام ولا يحب أن يدخل في ردود أفعال لا فائدة منها، وكثيرا ما يتنازل عن حقه درءا للتعقيد وضياع الوقت الذي لا ينفع فيه النقاش والحوار . فهو هادئ بطبعه ، يتمتع برباطة الجأش وعدم الرد بالمثل والسماح في حقه لكي لا تتفاقم المشاكل ، إلا أن توالي الحوادث التحقيرية والاستفزازية في أكثر من منطقة وموقع وإدارة قد تخرجه عن صوابه وتمس كرامته مهما كان الثمن ولو على حساب حريته ..

ففي الوقت الذي كنا ننتظر أن تكون قاعات الاستقبال في كل المقرات الإدارية أحسن مكان يدخله المرتفق لقضاء أغراضه وتتبع وثائقه.. تحولت هذه الفضاءات إلى أماكن للعنف النفسي واللفظي والحكرة الواضحة بالليل والنهار.

إن الوضع الحالي أضحى يتطلب مراجعة النفس وطرق استقبال المواطنين والمواطنات والاستماع إلى معانياتهم والأخذ بأياديهم بالتي هي أحسن، مع التوجيه والتفسير وإعادة التفسير لكل من استعصى عليه الفهم والإدراك .

فالعلاقة التي نريدها بين السلطة والمواطن علاقة تكامل ومحبة وتقدير متبادل، كل منهما يعمل من أجل رفعة الوطن، وليس علاقة متشنجة منطقها الحكرة والخضوع والإلزام القسري وتطبيق الأوامر مهما توسل المواطن وطبق ما يريده المسؤول.

أما النتائج، فلا تخفى على كل لبيب يريد تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي .

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.