وزارة الثقافة المغربية ومسؤوليتها في تنزيل بعض بنود قانون الولوجيات 10.03 الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة.

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

رغم مرور 20 سنة ونيف على نشر قانون الولوجيات رقم 03.10 المتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة على صفحات الجريدة الرسمية، ما زالت الكثير من مواده غير مطبقة على أرض الواقع.

وما زال المعنيون بالإعاقة وأسرهم يعيشون كل يوم وساعة مرارة الإقصاء والتهميش.

ومن مظاهر التهميش والإقصاء معاناتهم باستمرار داخل الفضاءات العمومية والتظاهرات الثقافية والترفيهية، تعكسها تصرفات وسلوكات كل المتدخلين والمنظمين للمهرجانات في جل المدن المغربية كأنهم متفقون على إقصاء وتهميش الأشخاص في وضعية إعاقة بشكل ممنهج.

والبداية من شركات الأمن الخاصة التي تضع أشخاصا مفتولي العضلات تظهر عليهم علامات الانزعاج كلما رأوا شخصا في وضعية إعاقة اقترب من مداخل الولوج إلى الصفوف الأمامية في المهرجانات، ففي أغلب الأحيان يمنع من الولوج إلى مقدمة منصة المهرجان بدون استحضار الإحساس الإنساني ولا المادة 12 من قانون الولوجيات رقم 10.03.

والنتيجة الحتمية لسلوك الإقصاء: كسر نفسية الشخص المعاق مرة أخرى بعدما كسرته الإعاقة مدى الحياة. فالإهانة والتهميش التي يتعرض لها من منظمي المهرجانات تضاف إلى معاناته مع الإعاقة ، الطبيعة حرمته، وحراس الأمن كسروه مرة أخرى. وحتى إذا سمح لشخص واحد بالدخول يظنون أنه منة منهم وعطف وليس قانونا شرعه البرلمان والحكومة.

فمن يتحمل المسؤولية يا ترى ؟

إنها كل الوزارات والجهات والولايات والعمالات والأقاليم والجماعات ، مسؤوليتهم واضحة وأكيدة في توفير كافة الولوجيات بصفة عامة منها : المعمارية، العمرانية، التنقلية والتواصلية الواردة في قانون الولوجيات رقم 10.03 المتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة والصادر بتاريخ 19 يونيو 2003.

وبما أننا في عطلة الصيف التي تنظم فيها الكثير من المهرجانات الترفيهية، نطرح مسؤولية وزارة الثقافة في توفير شروط إنسانية أمام الأشخاص في وضعية إعاقة لكي يتتبعوا مثل غيرهم فقرات برامج المهرجانات المختلفة.

وخصوصا تحديد أماكن لهم تحميهم من الازدحام والطوارئ الأخرى وتمنحهم فرصة الاستمتاع مثل غيرهم من الأسوياء ، وهو مطلب لا يكلف ولو سنتيما واحدا فقط إرادة التنسيق بين منظمي المهرجانات وأجهزة الأمن المختلفة والوقاية المدنية ومندوبيات الصحة والجمعيات المهتمة بالإعاقة والحقوقية ووسائل الإعلام.

إن نشر قانون الولوجيات 03.10 في الجريدة الرسمية عمل واجب وضروري، لكن تنزيل مواده في القلوب والأحاسيس عبر إجراءات واضحة وهادفة هو المحك الحقيقي لكل النوايا والسياسات العمومية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.