مجموعة بريكس لوقف الهيمنة الأمريكية على المال والسياسة

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

لم يستطع أي تكتل اقتصادي وسياسي لحد الآن من وقف هيمنة أمريكا على القرارات المالية والسياسية والاستراتيجيات في العالم ، فلا الاتحاد الأوروبي لعملته ومواقفه السياسية الموحدة استطاع أن يخرج من تحت عباءة القوة الاقتصادية والنقدية للبيت الأبيض.

وحتى دول مجلس الخليج العربي بنفطها وغازها لم تتمكن من تحرير نفسها من قبضة اليد النقدية الأمريكية المتحكمة في الأسعار والإدخار والعملات المختلفة ، بل تخضع لعقوبات الكونغرس الأمريكي دون مقاومة الذي يطبقها كيفما شاء على من يريد في العالم والأمثلة كثيرة (كوبا، إيران، سوريا، فنزويلا، تركيا وغيرها من الدول الأفريقية الكثيرة)..

ولم تسلم حتى الصين من العقوبات الإلكترونية والرقمية رغم قوة معاملها وحجم تجارتها العالمية ، والروس هم أنفسهم يجدون صعوبات جمة رغم قمحهم وغازهم فمنطق العقوبات تابث في السياسات الخارجية الأمريكية نظرا لما تملكه من مؤسسات نقذية نافذة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وقوة الدولار داخلها.

نحن الآن على مفترق الطرق، والدول الكبرى لم تعد تطيق الهيمنة الأمريكية على العالم كله بعملتها وعقوباتها، والحل الراهن هو خلق مجموعة بريكس كقوة اقتصادية وسياسية تحاول وضع حدود عملية ضد استحواذ نظام البيت الأبيض على مقدرات الدول كلها وخصوصا الضعيفة منها وتسخيرها لمصالحها الذاتية دون اكثرات لمبادئ وحقوق الإنسانية الأساسية.

فمجموعة *بريكس* ترغب، حسب فلسفتها، في عالم جديد يقوم على العدل والمساواة وهيئة أممية لها قوة القرار على كل الدول وخصوصا أمريكا.

ويظن أغلب المحللين السياسيين والاقتصاديين أن مجموعة بريكس سوف يكتب لها التوسع وانضمام دول أخرى إلى خطها العام، وخصوصا مرونتها في استقطاب قناعات أخرى اقتصادية ومالية تعبت من نهج أمريكا السياسي والاقتصادي والبيئي لحد الآن.

العالم، بقيادة مجموعة بريكس، يبني تكتله على مراجعة كل القرارات والقوانين العالمية والأنظمة المالية والتحالفات والتكتلات السابقة التي تصب كلها في صالح دولة رعاة البقر الذين لم يستوعبوا بعد أن العالم قد بدأ في التغير منذ حرب الخليج الأولى والثانية، وحرب أوكرانيا، وارتفاع حرارة الأرض والجفاف فهذه العوامل كلها وغيرها سوف تسرع بظهور أقطاب أخرى متعددة تتعامل بعمولاتها المحلية، وسيادة على ثرواتها وليس البقاء تحت عباءة الدولار الذي قهر شعوبا وقلب أنظمة لكي يحافظ على هيمنة دولة واحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.