إشراقة نيوز: محمد الحرشي
ما قاله أجدادنا حول أن: “الطمع طاعون”، صحيح مائة بالمائة، وكلامهم تابث قصدا ومعنى ، فقضية النصاب بدر الذي لعب على أكثرمن خمسة آلاف فرد في الداخل والخارج بطريقة لا يصدقها عقل دليل على ذلك وترجمة صادقة للمقولة المشهورة: الطمع طاعون
فكيف لشخص ثقافته محدودة، تكوينه العملي ضعيف، لا ثروة نقدية، لا أملاك، لا مصانع، لا ابتكارات في عالم المعرفة الرقمية، أن يكون سخيا مع الطبقات المسحوقة والمتوسطة ويبكي على وضعها الاجتماعي والاقتصادي؟
إنها مفارقة عجيبة وسذاجة لا مثيل لها في تجلياتها ومظاهرها ، والتي لم تعد مقبولة تماما في عصرنا الحاضر عصر التكنولوجيا الرقمية وتطور الذكاء الاصطناعي
فكيف لشخص يبلغ من العمر اثنين وعشرين سنة، أن يستطيع مضاعفة دخل آلاف الأشخاص في زمن قياسي؟
كيف له، بأدوات بسيطة عبارة عن حاسوب وملصقات ملونة وبدون إدارة رسمية وموظفين وعنوان تجاري رسمي معترف به في السجلات المالية والنقدية للدولة أن يضمن تحسين الدخل وتشغيل الآلاف من المقهورين والمحتاجين.؟
ألم يدر بخلد الضحايا نسبة الأرباح التي تخصصها الأبناك للأرصدة المودعة لديها؟ ألم يسبق للضحايا أن سمعوا عن نصابين آخرين تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أفعالهم المشينة؟
فعملية نصاب أكادير الأخيرة تدل دلالة قاطعة على سذاجة بعض الناس وخصوصا النساء، اللواتي وقعن ضحايا سهلة في شراك النصاب وزوجته، فهن يفتقرن إلى الذكاء والخبرة ، وضعن تقثهن مثل الأطفال والمعاقين ذهنيا في شخص مجهول الماضي والحاضر بغية تحقيق الربح السريع.. بسهولة سقطن في تعابير الكلام المعسول والوعود الافتراضية دون بذل مجهود الاستقصاء والتحري والشك الذي تحدث عنه الفيلسوف ديكارت..
أين غابت عنهم استشارة أحد البنكيين والمحاسباتيين والمحامين في المسائل المالية لكي يأخذوا منهم الاستشارة الواقعية والصائبة في التعاملات المالية قبل وقوع الفأس على الرأس؟
إن أكبر عامل يعجل بالسقوط في مخالب النصب والاحتيال، هو محاولة تحسين الظروف الاجتماعية في أقل وقت ممكن أي الكسل والاتكالية على الغير في الربح السريع.
وقس على ذلك ما يقع يوميا من نصب واحتيال وسرقة الدجالين(ات) من فقهاء الرقية الشرعية والمشعوذين والمشعوذات ومنعشين عقاريين وسماسرة المحاكم.
والسبب الرئيسي للسقوط كضحية النصب والاحتيال هو التربية منذ الصغر ، تربية تقوم على تغييب الفكر النقدي وتكريس مقولات الخرافات وقناعات الأساطير والنصائح الجاهزة وسلطة الأوامر والناهي وثقافة الكلام المعسول الذي يستعمل الدين ونبذ واحتقار العقل في الحكم والتقصي قبل الإقبال على أي عملية كيفما كانت.
فالمنطق في تحسين الوضع الاجتماعي يقوم على التحري منذ البداية حول أي شخص كيفما كان وليس الانجرار وراء ما يقوله الجيران وأهله ومعارفه ومن يخطط معه للإيقاع بأكبر عدد من السذج..
ومن المنطقي كذلك ، الاتصال بأجهزة الأمن الوطني و قسم الشؤون العامة للتأكد من سيرة وسلوك أي كان يريد إيهامك بالربح السريع.
والهدف هو حماية نفسك من مشاكل خطيرة يمكن أن تصيبك بأمراض مزمنة وتفكك أسرتك وتضيع ما لديك من مال وتحيلك إلى أضحوكة عند القاصي والداني وفي وسائل الإعلام المختلفة.
قم بكتابة اول تعليق