إشراقة نيوز: محمد الحرشي
الهم الكبير الذي يسيطر الآن على الفئات الهشة، ويذهب النوم من أجفانها، هو مصاريف التسجيل المدرسي وأثمنة اللوازم الدراسية لسنة 2023 /2024 ، فلا حديث للأسر الفقيرة في الأسواق والمقاهي والفضاءات العامة إلا عن ما سوف يخرج من جيوبهم من دراهم.
فبعد معاناتها مع وباء كورونا ، ها هي تتلقى الضربة القاضية من طرف لوبي المحروقات والمواد الغذائية والأدوية وفاتورات الماء والكهرباء والانترنيت والمصحات الخاصة.
فالحكومة تتحدث عن الارتقاء بالتعليم ، لكن تجويد جيوب الفئات الهشة والمتوسطة غير وارد، وهو عبارة عن وعود وعهود وتبريرات حرب أوكرانيا والجفاف وتقلب أسواق المحروقات.
كيف للأسر المعوزة تسديد المصاريف وهي في حروب مستمرة مع غلاء قفف التغذية اليومية وتواطؤ أصحاب المحروقات ؟ كيف لها التفاؤل وكل مؤسسة تعليمية تحدد واجبات التسجيل حسب هواها؟
وحتى الطبقة المتوسطة لم تعد قادرة على مجابهة الدخول المدرسي الحالي بسبب فاتورة مصاريف التسجيل واللوازم الدراسية وخصوصا المقررات التي تطبع في الخارج بمضامين أحيانا لا تنسجم مع الواقع اليومي.
فالتعليم الخصوصي لا تؤثر فيه تقلبات أسواق المحروقات ولا حرب أوكرانيا ولا الصراع المحتد بين أمريكا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى. فالعقلية المسيرة استثمارية بالدرجة الأولى وليست فكر التربية المستدامة والتنمية البشرية.
أما الفئات الميسورة ،فهمها الوحيد هو التنافس على تسجيل أبناءها وبناتها في أحسن المؤسسات الناطقة بالإنجليزية، هذه المرة، بدل الفرنسية، لأن الحظوظ كبيرة ومضمونة في الترقي على مستوى العالم.
قم بكتابة اول تعليق