إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
كثيرا ما تعالت الأصوات في مدينة سيدي سليمان، تشجب تلك الطرق غير القانونية التي يتعامل بها رجال الأمن الوطني مع أرباب الدراجات ثلاثية العجلات، وكأنهم تلك الفئة المستهدفة التي يجب محاربتها في كل وقت حين، علما أنه لا توجد مدينة بالمملكة تخلو من هذه الوسيلة النقلية التي تخفف عن المواطن كثيرا من الأعباء..
وغير بعيد عن هذا، فإن سياسة الدولة المغربية، منذ سنوات، تسير نحو المحافظة على السلم الاجتماعي وامتصاص تلك الاحتقانات التي قد تنشب بين المواطنين وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.. بيد أن الأوامر التي تعطى لرجال الأمن بسيدي سليمان، لا تخلو من أن تكون سببا في احتقان خطير بين المواطنين ورجال الأمن، على شاكلة ما يقع في كثير من القطاعات، إلا أن المواطن يبتلع غضبه ويستزيد من صبره، على اعتبار أنه بين مطرقة الأمن وسندان الفقر والجوع والمصاريف اليومية.. خاصة وأنه مقبل على موسم آخر لا يخلو من متطلبات ذات أهمية بمكان، ولا من يفكر في حاله وحال عياله إذا ما ألقي بذاك المعيل لتلك الأسرة في غياهب السجون بسبب استفزاز شرطي همه تنفيذ الأوامر والبحث عن مشاكل هو وإدارته في غنى عنها…
إن الوضع، بسيدي سليمان، بات يشكل خطرا على كل المواطنين الشرفاء الذين يكدون لكسب قوت يومهم والذين يملكون أنفة ولا يرضون بالعيش في ذل وتحت رحمة الجبابرة.. لكن الأقلام تكتب الوشوشات التي قد يشي بها كل شرطي يتربص بمواطن الدوائر، إما لحسابات شخصية أو لتكميم أفواه صدعت بالحق يوما، واستنكرت فعلا شنيعا لا يليق أن يمارس على مواطن بريء مهما كانت نسبة فقره أو انتماءه إلى تلك الأحياء المهمشة..
إن الحرب التي يشنها الضابط المعني على الدراجات ثلاثية العجلات، لا تشمل كل المدينة ولا كل المركبات، بل هناك العديد من الاستثناءات، فتحجز المركبات المركونة فقط فوق الرصيف، ولو كانت قيد الإصلاح في المرائب.. وتلك المركبات التي كثيرا ما تمر بدون لوحات الترقيم وبعدد غير عادي من الركاب لكنها تحمل شارات معنوية تجعل من رجل الأمن يستدبرها كلما رآها قادمة، خاصة وأنها تتوفر على حماية لا ند لها…
قم بكتابة اول تعليق