بوسلهام الكريني يوجه شكاية مفتوحة إلى جلالة الملك يبرز فيها أهم مشاكل إقليم سيدي سليمان وما تعانيه الساكنة، من ظلم واضطهاد بعض الفاسدين والمفسدين

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني 

مولاي صاحب الجلالة

سبق والتقيت بجلالتكم في شهر يونيو 2019 وتجاذبنا أطراف الحديث بين ملك وأحد رعاياه.. يستسقي جلالته أخبار مملكته من عينة من مدنها..

وقد كان الحديث منصبا على إقليم سيدي سليمان وأحوال ساكنته وطرق تسيير شؤونه من طرف المسؤولين…

مولاي صاحب الجلالة..

مذ ذاك الوقت، وساكنة إقليم سيدي سليمان، تنتظر زيارة جلالتكم الميمونة التي قد تعصف بخير وبركات تشمل المدينة والإقليم والساكنة جمعاء، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن إقليم سيدي سليمان، ازداد تأزما وكأن المسؤولين، سواء المنتخبين أو المعينين، ينتقمون من هذه الساكنة المغلوب على أمرها..

فعامل الإقليم لم يحرك ساكنا، منذ وطأت قدماه الإقليم سنة 2016 ولم يكن له هم سوى الدفاع عن شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة التي يمدحها وصاحبها في كل لقاء واجتماع ويصفها بالشركة الوطنية وكأنها تخدم الساكنة بالمجان، كما دافع عن مشروع محطة الوقود الذي أثيرت حوله عدة علامات استفهام… إضافة إلى أنه حطم الرقم القياسي في اللجوء إلى القضاء لعزل المنتخبين ورؤساء الجماعات.. إضافة إلى اضطهاد الصحافيين واصحاب الرأي من الفاعلين الجمعويين الذين يعارضون سياسته سواء بتكميم الأفواه أو بتلفيق التهم أو محاربتهم في أرزاقهم لتشريدهم وعيالهم..

مولاي صاحب الجلالة والمهابة..

إن عددا من المشاريع التي أعطى انطلاقتها العامل السابق الحسين أمزال بقيت عالقة، رغم انتهاء الأشغال بها، لكن لم تفتح بعد للمواطن حتى يستفيد منها…

مولاي صاحب الجلالة…

إن المواطن بإقليم سيدي سليمان يعاني كثيرا من الخصاص في كل القطاعات ولعل أهمها يا مولاي..

معاناته من انعدام الأمن حيث تسيطر على تدبير الشأن الأمني شرذمة من رجال الأمن الذين باتوا من أهل الديار وتحوم حولهم عدة استفسارات بخصوص علاقات بعضهم المشبوهة، كما أن استفحال عدة ظواهر شاذة تضع رجال الأمن في محك لا ريب فيه بل وقد تكون النتائج غير مرضية عدا بعض المصالح التي ما فتئ رجالها يستميتون من أجل كرامتهم وكرامة القسم والزي الذي يلبسونه والإدارة التي ينتسبون إليها، فنجدهم يخدمون بجد ويعانون من كيد زملائهم الذين يعرقلون مسيرتهم..

هذا إضافة إلى أن إحدى الدوائر الأمنية بالمدينة باتت في الريادة في حفظ الملفات والشكايات والقضايا مع كثرة إجراءات الصلح التي تثير الشبهات..

ولعلنا يا مولاي تحدثنا عن الصحة ومشاكلها في سيدي سليمان، بل وإن الأمر ازداد سوءا، ومعاناة المواطن في مجال الصحة، وانعدام الصحة، تشتد في كل وقت وحين، فلا وجود لأطر طبية تستحق هذا الإسم وتبر قسم التخرج، لتخفف عن المواطن شدة المرض.. ولكن تجارة الآلام واستغلال الفرص هي التي تهيمن على قطاع الصحة، في غياب المسؤول الأول عن القطاع الذي لا يرى في الميدان ولا هم له في التدخل للتخفيف عن المواطن.. رغم أنه كان سياسيا ومنتخبا بل ورئيسا لجماعة ولم يفلح في تسييرها، وقد كان متابعا في شكاية لإحدى الجمعيات أمام محكمة الجرائم المالية.. فكيف له أن يحسن التصرف في قطاع الصحة؟؟؟ وكيف له أن يكون آمرا بالصرف رغم كل هذه الشكايات؟؟؟

وأما عن التعليم، يا مولاي، فكما سبقت الإشارة إلى ذلك في لقاءنا، فالوضع لا زال في سوء ولم تتغير تلك البنية ولم تزدد نسبة المباني.. والخصاص واضح وجلي يطول شرحه، يا مولاي..

مولاي صاحب الجلالة والمهابة..

إن ساكنة سيدي سليمان، تلتمس من جلالتكم إصدار أوامركم المطاعة، إلى الجهات المعنية، لافتتاح تلك المرافق التي انتهت الأشغال بها، وتمت تهيئتها وتجهيزها منذ سنوات.. فما السر وراء إغلاقها في وجه عموم المواطنين؟؟

كما نستعطف جلالتكم بإصدار أوامركم للتعجيل بإحداث مستشفى إقليمي يحتضن ساكنة سيدي سليمان ويخفف عنها عناء الإحالة إلى القنيطرة.

كما نلتمس من جلالتكم فتح تحقيق في القطعة الأرضية التي كانت مخصصة لإنشاء المركب الديني بسيدي سليمان والذي شمله التماطل والتحايل حتى يُنسى، هذا المشروع الكبير الذي كثيرا ما انتظرناه ليكون فاتحة خير على إقليمنا، ويكون مناسبة لزيارة جلالتكم الميمونة لمدينتنا.. بل إن جزءا من هذه القطعة الأرضية تم تفويته إلى جهات أخرى، لإحداث مصحة خاصة.. فهل هذا التصرف برضي جلالتكم؟؟؟

مولاي صاحب الجلالة..

إن ساكنة سيدي سليمان تترقب بشغف زيارتكم الكريمة التي نود من خلالها أن تعصف بالخير كله على هذا الإقليم، وتعصف بأولئك المسؤولين الذين نهبوا أموال المدينة واغتنوا بفحش دون وازع أخلاقي ولا رادع قانوني، متنكرين لأهم فصل في الدستور وهو ربط المسؤولية بالمحاسبة.. بل إن أملنا في جلالتكم كبير جدا أن تنصفوا هذا الإقليم وتخرجوه من براثين البؤس والركود والفساد الذي يعيش فيه منذ سنوات…

أطال الله عمركم يا مولاي وجعلكم ملاذا وذخرا لهذه الأمة المغربية وبارك لكم في صحتكم وعافيتكم وأقر عينكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وحفظكم في سائر الأسرة الملكية الشريفة إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.