الزلازل بين العوامل الطبيعية وأقوال الفساد


إشراقة نيوز: محمد الحرشي

بعض الناس يربط وقوع الزلازل بالفساد، ويستفيض في الحديث عن مظاهره وتجلياته في سلوك البشر فوق الأرض وأن أفعالهم هي التي تعجل بتدخل القوة الإلهية لمعاقبتهم على ما يقترفونه من معاصي وانحرافات عن الطريق المستقيم في منطقتهم.

والحقيقة العلمية هي أن لا علاقة بين الزلازل وأفعال البشر، فهي نتيجة تغيرات جيولوجية تقع تحت قشرة الأرض وتؤدي إلى تحرك الصفائح التكتونية وبالتالي تحرك كل ما يقع فوقها من مباني مختلفة.

فكل بقاع الأرض معرضة لكوارث الطبيعة وخصوصا في المناطق التي توجد فيها صفائح تكتونية بآلاف الكلومترات سواء في اليابان أو في المكسيك أو في تركيا أو في المغرب أو مناطق أخرى.

الزلازل لا تتقيد بالعقيدة، ولا بالدين ، ولا بالإيمان، ولا بالفلسفة، ولا بالعمل الصالح أو الفاسد فهي أحداث طبيعية مثل الفيضانات التي وقعت في الصين أو الفلبين أو الهند أو في المغرب سنة 2016 وغيرها من المناطق الأخرى، وكذلك الحرائق التي تقع الآن في كندا وامريكا وإسبانيا والجزائر والمغرب وغيرها.

فالزلازل لا تفرق بين كافر ومؤمن، بين صالح وطالح، بين غني وفقير، بين حاكم ومحكوم، ولا تأخذ الوقت الكافي لكي تستشير أحدا حول هويته الأرضية وعقيدته السماوية.
رمشة عين ويقع ما يقع، يتوفى البعض وينجو البعض، الآخر ، ويصاب البعض دون انتقاء أو وساطة.

وعين العقل هو الاستعداد القبلي للكوارث الطبيعية بتوفير الوسائل والامكانات البشرية والمادية بغية التدخل السريع وتعزيز طرق وأساليب التنسيق المستعجل بين كل المتدخلين لكي تكون الاسعافات الأولية النفسية والاستشفائية في محلها.

وفي الاخير ضمان سكن لائق لمن فقد منزله ومصدر عيشه في منطقته المتضررة من الزلزال عبر التعويض السريع وفقا للقانون رقم 14.110 المتعلق باحداث نظام لتغطية عواقب الوقائع الكارثية الصادر بتاريخ 25 اغسطس 2016.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.