
إشراقة نيوز: محمد الحرشي
لم ينفع الفلسطينيين لا وداعتهم ولا صبرهم على التنكيل والتهجير فوق أرضهم وفي بقاع العالم من بطش الصهيونية العالمية على مرأى ومسمع من هيئة الأمم المتحدة التي تتحكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية حتى النخاع.
لم ينفع المسلمين رضاهم بفتات المساعدات الخارجية بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها ولا تسولها المستمر أمام أبواب المنظمات الإنسانية وغير الإنسانية التي تشرف عليها المخابرات الصهيونية والأمريكية.
لم ينفع الفلسطينيين طلب الحكومات العربية والإسلامية الوقوف إلى جانب الحق وعدم الانجرار وراء المظلومية الصهيونية ووقف كل تطبيع صوري لا يقدم للقضية الفلسطينية أي فعل حقيقي يرفع العنف والتنكيل.
لم ينفع الفلسطينيين إبرام إتفاق كامب ديفيد ولا اتفاق أوسلو ولا كل المواثيق الدولية وميثاق حقوق الإنسان في فك الدولتين واحترام المقدسات الإسلامية وإطلاق آلاف الأسرى من السجون الصهيونية.
لم ينفع الفلسطينيين أحجار ترابهم ورملهم في دفع الأذى عن أنفسهم وحتى لا يقال عنهم أنهم يستعملون السلاح ضد المحتل ورغم ذلك استعملت إسرائيل الأسلحة الكيماوية والإشعاعية والدبابات المتطورة والطائرات فوق الصوتية في البطش والتنكيل.
- ماذا تبقى أمام الفلسطينين الآن ؟
- هل لهم من خيارات أخرى؟
والجواب واضح وضوح الشمس: المغامرة بكل ما أوتوا من عبقرية وصبر وجلد بالاعتماد على الشعب الفليسطيني كله في التحرير والتحرر من ربقة العبودية والظلم.. لأن الغرب، وعلى رأسهم أمريكا، العدو الأول للحق الفلسطيني خاصة والعربي عامة، يريدون الإبقاء على الأزمة خدمة لمصالحهم الاقتصادية والاجتماعية.
لكن هذه المرة سوف تتغير الكثير من المعادلات الجغرافية والديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والعسكرية والسياسية والدينية لأن السيل وصل الزبى ولم يعد أمام الشعب الفليسطيني ما يخسره.
فإما النصر وإما الاستشهاد في سبيل أرضه وعرضه ووجوده كإنسان.
قم بكتابة اول تعليق