إشراقة نيوز: محمد الحرشي
كل النقاش والمخاض الذي يعرفه حزب الأصالة والمعاصرة في مؤتمره المنعقد أيام: 9 ، 10، و 11 فبراير الحالي تدور عمن سوف يخلف الأمين العام عبد اللطيف وهبي, كأن المؤسسة الحزبية مرهونة في نجاحها أو فشلها إلى شخص واحد.
وهذا التفكير السياسي الذي يدور حول رئيس الأمانة العامة للحزب هو الذي حول الأحزاب إلى كيانات أحادية التسيير لا تؤمن بالعمل الجماعي ومنطق الفريق.
والخطير أن الأمين العام هو من يحسم في قرارات تزكية المرشحين والمرشحات في الإقاليم والجهات ودخول المؤسسات التشريعية التي يعول عليها في تحقيق التطور والتنمية الشاملة.
فمحورية الأمين العام داخل الحزب تكون لها تداعيات كثيرة على مستوى اختيار الأعضاء والعضوات المناسبين والمتخلقين وعدم الرضوخ إلى إرادة السلطة في تزكية هذا أو ذاك.
إن سكوت القيادة الماضية عن خروقات المحروقات وتزكية كل قرارات رئيس الحكومة، فيما يخص التضخم ومشكل التعليم والصحة وتفاقم البطالة وتدهور حياة الفئات الهشة إلى ما هو أسوأ.. كلها محطات كان فيها نصيب كبير لحزب الأصالة والمعاصرة.
وحتى حرية التعبير في عهد الأمين العام عبد اللطيف وهبي عرفت عدة انتكاسات وتراجعات لم نكن نتوقعها وآخرها، كوزير عدل، رفع شكايتين ضد المؤثر رضا طوجني رغم أن بلادنا تتراس لجنة حقوق الإنسان برسم السنة الحالية.
فلا يكفي الحزب الحصول على أكبر عدد من المقاعد محليا، إقليميا ووطنيا أن يدعي أنه أنجز الكثير وحال الناس يكذب ذلك: ازدياد عدد المتسولين والمختلين عقليا والمتعاطين للمخدرات ذكورا وإناثا وضعف البنيات الخاصة بكبار السن والأرامل والأطفال المتخلى عنهم وصعوبة العلاج والاستشفاء وضعف القراءة والكتابة والحساب عند أطفال اليوم.
كلها مؤشرات تعكس ضعف الأداء عند حزب الأصالة والمعاصرة وعدم القدرة على التصدي بحزم وكفاءة لكل الاختلالات الاجتماعية والمجتمعية، بل الخطير هو تفشي ظواهر الاتجار في المخدرات عند من كنا نظن أنهم يخدمون مصالح الشعب ولا يقبلون بتاتا تخريب عقول الشباب، الذين أصبحوا يفضلون البحر وركوب أمواج الموت وقوارب الهلاك، على أن يقبلوا بالذل والتهميش في بلدهم.
فقد ساد داخل الحزب منطق أصحاب المال على حساب الكفاءات الفكرية والتسييرية، فوقع الكثير من الأعضاء “المرفحين” في المحظور وبالتالي ساءت اكثر سمعة الاحزاب والمتحزبين والمتحزبات.
قم بكتابة اول تعليق