إشراقة نيوز: محمد الحرشي
من عواطف الإنسان السامية الأكثر التصاقا بحياته ووجوده، عاطفة الحب التي يحس بها في قرارة نفسه وهو مازال نطفة في رحم أمه، يولد معه هذا الإحساس نحو أمه أولا ثم يتوسع نحو أبيه وكل قريب إليه من الأصول والفروع في الأسرة والعائلة.
ومع توسع دائرة المعارف في الزقاق الصغير ثم الحي إلى الجماعة الكبيرة في المدينة يتطور إحساس الحب مع ردود أفعال الآخرين وحسب مقدار الحب الذي عاشوه في حياتهم ، لكن يبقى حب الوالدين والإخوة والأخوات هو الغالب على وجدان الإنسان إلى مرحلة معينة من العمر.
ونستثني هنا من شب يتيما أو غير معروف الأصل، فهؤلاء تلعب الرعاية الاجتماعية الدور الكبير في مستوى حبهم للآخرين.
ومع العمر، وتغير متطلبات الجسد تظهر عاطفة حب الجنس الآخر، فالطبيعة لا تقبل التوقف، والنسل مع االتكاثر يعني استمرار الحب في الوجود وعاطفة الجنس الآخر يتحكم فيها مقدار الحب الذي عاشه الإنسان وهو في سنواته الأولى مع أسرته.
وكثيرا ما يقرن المغاربة والمغربيات عاطفة الحب بحب الوالدين والله فقط، وليس حب فرد من الجنس الآخر خارج دائرة الأسرة، رغم أن الأغلبية منا عاشت عاطفة الحب على الأقل، أثناء فترة المراهقة على الخصوص..
فمن منا لم يقترن قلبه بفتاة؟ ثم تزوجها فيما بعد.. ومن منا لم يعش ألم الفراق المفاجئ وعذاب ذهاب الحبيب تحت ظروف اجتماعية قاهرة؟؟
فالحب، ليس فقط حب الوالدين والله كما يعبر عنه الأكثرية في وسائل الإعلام.. بل كذلك حب امرأة أخرى غير الأم والأخوات..
فهناك حب الزوجة والمرأة في العمل والمجتمع المدني، كذلك حب الأصدقاء والصديقات في مجالات متعددة وحسب مراحل عمر كل منا..
فلكل واحد مكانته في القلب الواحد، وليس فقط حب الوالدين. فحب الآخر له دوره حسب مراحل عيش كل واحد منا، والإحساس بالحب يختلف حسب خبراتنا الماضية سواء بالإيجاب أو السلب…
قم بكتابة اول تعليق