إشراقة نيوز: محمد الحرشي
بقاعة الندوات التابعة للمجلس العلمي للصويرة وبتنسيق مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالصويرة، نظمت ندوة علمية يوم الاثنين فاتح أبريل 2024 حول: “دور السلاطين وملوك الدولة العلوية في الإصلاحات الدينية”.
وقد افتتح اللقاء بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها عرف مسير الندوة الأستاذ محمد منقيط رئيس المجلس العلمي المحلي للصويرة بالسادة الأساتذة الذين سيؤطرون الندوة ومضامين مشاركاتهم الفكرية.
وقد قدم الموضوع الأول الأستاذ عدنان بن صالح القيم على فضاء الذاكرة بمدينة الصويرة تحت عنوان: السياسات الدينية للسلطان سليمان :”إصلاح الخليقة وايضاح الحقيقة “حيث شرح وحلل كل العوامل الداخلية والخارجية التي حددت تدبير الشأن الديني مابين 1792 و 1822 سواء المتعلقة بثقافة السلطان نفسه من حيث معرفته بالدين ومواقفه الإصلاحية بالاعتماد التشدد مع نفسه أو مع باقي المتدخلين الآخرين من علماء وشرفاء ومحزنيين وأعيان وغيرهم على مستوى المحيط القريب أو البعيد، مشيرا إلى أن الإصلاح يتأثر بمن يحكمه وقابلية المجتمع ومدى دعم العلماء واستيعاب أهداف الإصلاح نفسه.
أما الدكتور لحسن أبو القاسم الإمام والمرشد بالمجلس العلمي المحلي بالصويرة فقد دار موضوع مشاركته حول: “الخدمات الرقمية للتأطير الديني في عهد أمير المؤمنين محمد السادس” حيث وضح ما تقوم به الإذاعة الوطنية والقنوات التلفزية (السادسة والثقافية) ومواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك، يوتوب، تويتر، تيك توك، مرحبا، انستغرام..) من غرس القيم الدينية المعتدلة وحب الآخر.
وفي هذا الإطار عدد أغلب الإصلاحات الدينية المرتبطة باستعمال الرقمنة في تأطير الأئمة والمرشدين والمرشدات وتحفيز الأطفال والشباب على فهم الديني انطلاقا من تسخير الرقمنة لنشر القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
كما تحدث عن دور منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف وما تتسم به من دقة في تفسير ونشر كل تعاليم الإسلام مثل الدروس الحسنية ونافذة سؤال وجواب باعتماد المقاربة التشاركية وصفحات المجالس العلمية (نموذج الموقع الاكتروني للمجلس العلمي للصويرة. وأضاف بأن التكوين والتأطير سواء العادي أو بالنظير ونهج طريقة المجموعات الموضوعاتية ومشروعي القراء الصغار ومدارس الرقمنة والندوات الرمضانية كلها نماذج ورؤية مضبوطة لمواصلة الإصلاح الديني في عهد أمير المؤمنين محمد السادس.
أما الأستاذ محمد أكعبور الإمام والمرشد بالمجلس العلمي المحلي بالصويرة فقد عنون مداخلته ب : “صلاح الخطاب الديني في العهد المحمدي الضمانات التشربعية للأمن الروحي والمعنوي للمغاربة” حيث وضح مدى الترابط التوثيق بين الوحدة الترابية وإصلاح المنظومة الدينية فلا يستقيم أحد منهما دون الآخر مبديا رأيه حول إصلاح الآليات في الحقل الديني لأنها تضمن مشاركة الجميع في إرساء القواعد الكبرى لارتقاء بالروحانيات . كما تطرق إلى المجهودات لدمج الإصلاحات الدينية في النسيج المجتمعي وأهمية إدماج المرأة في الحقل الديني وما يقوم به المغرب من أدوار كبيرة في نشر المبادئ الإسلامية السمحة داخل أفريقيا.
ومن أهم الأفكار والملاحظات التي أثيرت حول محاور الندوة ومضامينها وتغطيتها إعلاميا وخصوصا مسألة المد الوهابي وتأثيراته المختلفة ودور منهجية التأطير والتطوير والانفتاح في الارتقاء بالشأن الديني ومسألة الفتوى في عالم تتحكم فيه التكتولوجيا السريعة العابرة القارات وأهمية تسويق المنتوج الديني (السنة والتصوف) عبر المساجد.
وفي ردهم على أسئلة واستفسارات الحاضرين، رد الأستاذ عدنان بن صالح على أن المبادرة دائما من أهم ما يساهم في التغيير إلى ما هو أحسن وأن عدم حضور المرشدات حالت دونه عدة عوامل موضوعية وحضورهن كان بارزا في الندوات السابقة ، وفي مسألة غياب المنابر الإعلامية وضح بأن الدعوة قد وجهت إلى العديد من الأقلام لكن المسؤولية تبقى على عاتقهم.
وأضاف الدكتور لحسن ابو قاسم بأن كل الأنشطة التي يقوم بها المجلس العلمي للصويرة موثقة إعلاميا ويحرصون أكثر على الاستعمال الآمن للأنترنيت ومراعاة قدرة استيعاب كل الفئات العمرية.
أما السيد محمد أكعبور فقد ركز في رده على أهمية النصيحة في الدين الإسلامي وبأن تغطية أنشطة المجلس العلمي مطلوبة من الجميع عبر إخلاص النية والعمل من أجل ذاك.
وفي ختام الندوة عدد الأستاذ محمد منقيط دور السلاطين الكبير في المحافظة على الاستقرار الديني وضمان أداء الطقوس الدينية لكل مكونات المجتمع الأمر الذي بوأ المغرب مكانة مرموقة على صعيد أفريقيا والعالم عبر إصلاحاته النموذجية للشأن الديني التي تقوم على احترام كل الأديان وحقوق الإنسان العقائدية.
قم بكتابة اول تعليق