دينامية اللقاءات الثنائية المغربية البلجيكية تعكس الإرادة في تعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف مؤهلات التعاون الموجودة

قال السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي اليوم الثلاثاء بالرباط، إن دينامية اللقاءات الثنائية المغربية-البلجيكية، التي تندرج في إطار استمرارية علاقات الصداقة، تكتسي طابع الخصوصية، ليس من خلال حضور الأميرة أستريد، ممثلة الملك فيليب عاهل بلجيكا، إلى المغرب، ولكن لكونها تعكس، أيضا، إرادة حقيقية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكذا استكشاف مؤهلات التعاون الموجودة.

وأضاف السيد بوريطة، خلال ندوة صحافية عقب مباحثات مع نائب الوزير الأول البلجيكي وزير الشؤون الخارجية والأوروبية، السيد ديديي ريندرز، أن حضور بعثة اقتصادية بلجيكية إلى المغرب يعكس، أيضا، إرادة البلدين في الاستفادة من العلاقات الثنائية الاقتصادية في سياق عام وإفريقي.

وأبرز السيد بوريطة أن انتخاب بلجيكا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعد دليلا إضافيا على مصداقية الدبلوماسية البلجيكية، وكذا على اعتراف المجتمع الدولي بجدية هذا البلد في النقاش حول قضايا تبدو، في بعض الأحيان، معقدة، والتي تعاملت معها بلجيكا بحكمة وبراغماتية.

وأكد السيد بوريطة، بهذه المناسبة، استعداد المغرب للعمل، بتشاور، حول القضايا التي تندرج في إطار جدول أعمال المجلس، والتي لها علاقة بالمنطقة والقارة الإفريقية.

من جهته، قال السيد رايندرز إن الحضور القوي للفاعلين السياسيين الحكوميين والفاعلين الاقتصاديين المغاربة، إلى جانب أكبر وفد للمقاولات الذي لم يسبق أن شهدت مثيلا لها البعثات الاقتصادية البلجيكية، يعد مناسبة لتعزيز الدينامية الثنائية وإبراز أن المؤهلات التي يتوفر عليها البلدان تكتسي أهمية كبرى بالنظر إلى الواقع الحالي.

وأكد السيد رايندرز أنه على الرغم من العلاقات السياسية والثقافية القوية جدا التي تجمع بين المملكتين المغربية والبلجيكية، فإن هناك تقدما إضافيا يكتسي أهمية على الصعيد الاقتصادي في مختلف القطاعات يمكن التعاطي معه من خلال وفود تغطي مختلف مجالات الأنشطة وذلك بفضل جالية بلجيكية-مغربية مهمة.

وقال “إن أربعة في المائة من ساكنة بلجيكا (أزيد من 500 ألف شخص) والعديد منهم استثمراوا حاليا في المقاولة يرغبون في العمل بالمغرب وتطوير أنشطة”.

وأضاف أن بلجيكا تبقى البوابة الطبيعية لدخول أوروبا الأمر الذي يشجع المقاولات المغربية على العمل في القارة الأوروبية إلى جانب مقاولات بلجيكية، مشيرا، في الوقت ذاته، إلى أن المغرب يعد بوابة الدخول إلى القارة الإفريقية، وهو بلد ينمو بشكل استثنائي، كما أن الإصلاحات الجارية تمكن من العمل في إطار من الاستقرار في المجال الاقتصادي.

وعبر، في هذا السياق، عن رغبة بلده في العمل مع المقاولات المغربية ليس فقط بالمغرب ولكن أيضا بالقارة الافريقية، مبرزا حضور البنوك المغربية بإفريقيا والإلمام بالمعطيات على أرض الواقع.

وحسب السيد رايندرز فإن انفتاح المغرب على العالم وعلى منطقته يعد قوة كبرى ستمكن من تطوير هذه العلاقات الثنائية في السنوات القادمة.

وتندرج المباحثات بين السيدين بوريطة ورايندرز في إطار الزيارة التي تقوم بها الأميرة أستريد، ممثلة الملك فيليب عاهل بلجيكا ما بين 25 و30 نونبر الجاري إلى المغرب على رأس وفد هام يضم عدة وزراء فيدراليين وجهويين، وحوالي 400 فاعل اقتصادي يمثلون أكثر من 250 مقاولة، في إطار بعثة اقتصادية بلجيكية.

ويتمثل الهدف الأساسي لهذه البعثة في بث دينامية جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبالإضافة إلى عقد المنتدى المغربي البلجيكي، وندوات ولقاءات أعمال ثنائية، سيتميز هذا الحدث بتوقيع عشرين اتفاقية في مختلف القطاعات بين الطرفين.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.