أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب صلاح الدين مزوار، أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، أن المغرب اليوم يمر من مرحلة ينبغي أن تكون فيها خياراته واضحة فيما يخص تثمين النفايات وتحويلها إلى مصدر لخلق الثروة
وقال السيد مزوار، في كلمة له خلال لقاء مناقشة احتضنه الاتحاد العام لمقاولات المغرب في موضوع” تثمين النفايات بالمغرب..أية اختيارات مستدامة وذات تأثير قوي على مدننا؟”، إن المغرب أخذ على عاتقه التزامات عديدة خلال قمة المناخ (كوب 22) وحين توقيعه على اتفاقية باريس، ويتعين العمل بجد على تنزيلها على أرض الواقع، ومناقشة السياسات والخيارات الواجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن موضوع اليوم ذي حساسية كبرى لاعتبارات ترابية واجتماعية واقتصادية، مشيرا إلى أهمية مناقشة الجوانب التقنية والمؤسساتية، وتلك المتعلقة بالقدرة على تسريع وتيرة مواجهة إشكالية تدبير النفايات على المستوى الوطني، لما لها من انعكاسات تهدد الصحة العامة.
وفي ما يخص مدينة الدار البيضاء، شدد على أن أي خيار سيتم تبنيه على مستوى هذه المدينة سيكون له تأثيره الكبير على باقي مدن المملكة، مما يفرض انخراط كل المعنيين والفاعلين في التفكير في الحلول الملائمة، والتعامل بالجدية الضرورية مع الموضوع، معتبرا أن تقديم حلول إيجابية لمعضلة النفايات من شأنه أن يقوي من جاذبية المملكة الاقتصادية ويسهم في تطوير أنشطة جديدة يمكن أن تستقطب المزيد من الاستثمارات وتوفر العديد من مناصب الشغل.
من جهته قال رئيس جهة الدار البيضاء – سطات مصطفى الباكوري إن 30 في المائة أو أكثر بقليل من النفايات على المستوى الوطني يتم إنتاجها بجهة الدار البيضاء – سطات.
وقال رئيس جهة الدار البيضاء سطات المعروفة بمعدل تصنيعها المرتفع “لسنا فخورين بتدبير نفاياتنا، على اعتبار أنه بالإمكان جعلها تسهم في إعطاء قيمة مضافة عالية”.
وأعرب عن أسفه لكون “ثلث النفايات المنتجة بهذه الجهة لا يتم تجميعها”، مؤكدا أن تدبير وتثمين النفايات يعد أولوية بالنسبة للجماعات المحلية مما يستدعي تمكين هذه الأخيرة من وسائل لتجميع ومعالجة النفايات، مضيفا أن “واجبنا يتمثل في مواكبة الجماعات في تثمين نفاياتها لأنها ليست على نفس المستوى من الازدهار”.
أما منسق الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة السيد شرف الدين برادة فقد أكد أن مشاركة الائتلاف في هذا النقاش المواطن الذي سيتناول إشكالية معالجة النفايات، يندرج في إطار دينامية التنمية المستدامة، موضحا أن اللقاء سيكون له دور كبير في تحديد الاختلالات ورصد طرق تفاديها.
وأشار إلى أن المجتمع المدني معني بشكل كبير بالمساهمة في بلورة حلول بيئية مستدامة لمجموع الإشكاليات المتعلقة بتدبير النفايات وتثمينها، مسجلا أن مدينة الدار البيضاء تواجه تحديات كبيرة على هذا المستوى، ويتعين إيجاد وسائل لرفع هذه التحديات بهذه المدينة التي “انتظرت طويلا، ولا بد أن نكون متأكدين أن الحل المقدم لها سيكون جيدا ودائما”.
فيما اعتبر رئيس جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض السيد عبد الرحيم قصيري أن مدينة الدار البيضاء في حاجة إلى حلول مستدامة ونظيفة، وتضمن اجتماعيا الكرامة والشغل لأكبر عدد ممكن من الشباب.
وسجل أن الحلول التي تم اعتمادها لحد اليوم في ما يخص تدبير النفايات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة كانت مكلفة من الناحية المالية، كما أنها لم تكن ناجعة بالقدر الكافي، مما يلزم جميع الفاعلين والمتدخلين الذين يشتغلون على تدبير النفايات وتثمينها بالتفكير في حلول بديلة تضمن حسن معالجة هذه النفايات وتحويلها إلى مصدر طاقي صديق للبيئة.
وألح، في هذا الصدد، على ضرورة تنسيق الجهود لفرز وتثمين النفايات في المنبع، واستثمار سلاسل التثمين لخلق الشغل والثروة وفق رؤية تدمج المواطن وتشركه في الحل، وفي إطار مقاربة تشاركية بين المسؤولين والفاعلين المدنيين. وتوخى هذا اللقاء، المنظم من طرق الائتلاف من اجل تثمين النفايات بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة وجمعية أساتذة علوم الحياة والأرض، رصد واقع تدبير النفيات بمختلف المدن المغربية،واستعراض التقدم الذي تم تحقيقه في هذا المجال
قم بكتابة اول تعليق