دكار: إبراز البعد الإنساني في الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء بالمغرب

أبرز سفير المغرب في دكار، السيد طالب برادة، أمس الخميس في دكار، البعد الإنساني في الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي اعتمدها المغرب سنة 2013.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها المعهد الإفريقي للتنمية الاقتصادية والتخطيط، بمناسبة اليوم العالمي لإفريقيا، الذي يصادف 25 ماي شهر ماي، بشراكة كه مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين في السنغال، والمنظمة الدولية للهجرة.

وقال السيد برادة إن “المغرب الذي لم يختر مقاربة أمنية حصرية، والتي لا يمكن أن تكون وحدها رادعة، يتوفر على ترسانة قانونية غنية أفضت إلى اعتماد استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء سنة 2013، والتي تقوم فلسفتها على مقاربة إنسانية ومتعددة الأبعاد”.

وأكد السيد برادة أن البعد الإنساني لسياسة الهجرة للمملكة مكن السلطات المغربية من إطلاق عمليتين كبيرتين سنتي 2014 و2017 لتسوية وضعية أزيد من 52 ألف مهاجر في وضعية غير قانونية، عبر تأمين اندماجهم من خلال الخدمات العمومية الاجتماعية على قدم المساواة مع المواطنين المغاربة.

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن الاتحاد الإفريقي سبق وعهد لجلالة الملك محمد السادس، خلال قمته 28 التي انعقدت في اديس ابابا في يناير 2017، بصفة “رائد الاتحاد الإفريقي للهجرة”، مشيرا إلى هذا الاختيار يشكل “اعترافا بجهود الدبلوماسية الإنسانية التي انخرط فيها المغرب باعتبارها ركيزة أساسية لسياسته الإفريقية”.

وأوضح أن هذه الدبلوماسية التي تضع العنصر البشري في صلب أولوياتها، تتجسد أولا من خلال الدعم الإنساني، ولاسيما عبر تقديم مساعدات إنسانية مباشرة لفائدة الساكنة الإفريقية ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والأزمات السياسية”.

كما تتجسد في إقامة مستشفيات ميدانية عسكرية للقوات المسلحة الملكية من أجل تقديم العلاجات المطلوبة للساكنة في وضعية هشاشة.

وقال السيد برادة إن “اختيار الاتحاد الإفريقي للمغرب من أجل بلورة استراتيجيته الإفريقية للهجرة مكن جلالة الملك، بناء على هذه المهمة، من بلورة رؤية إفريقيا مشتركة وخارطة طريق حول الهجرة بإفريقيا، وذلك بتشاور مع نظرائه”.

وأضاف أن هذه الرؤية تتجسد على شكل مقترحات تدابير ملموسة تشمل أجندة إفريقية من أجل الهجرة، وإحداث مرصد إفريقي للهجرة، وتعيين المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي للهجرة، مع العمل أيضا لفائدة حكامة دولية للهجرة عبر المساهمة النشطة لإفريقيا في بلورة ميثاق عالمي تقوده الأمم المتحدة.

من جهتها، قالت مديرة المعهد الإفريقي للتنمية الاقتصادية والتخطيط، السيدة كريمة بونمرة بن سلطان، أن المغرب الذي “يفترض أن يكون بلد عبور، أصبح بلدا وجهة، وواجه تبعا لذلك العديد من القضايا الأساسية المرتبطة بتدبير الهجرة واتخذ قرارات شجاعة في هذا السياق.

وأوضحت أن الأمر يتعلق على الخصوص، بالولوج للتعليم لفائدة أبناء المهاجرين، والتشغيل والخدمات الاجتماعية، معتبرة أن “التجربة المغربية في مجال الهجرة مهمة جدا”.

وشارك في هذه الندوة عدد من السفراء الأفارقة المعتمدين بالسنغال، ونظرائهم من باقي القارات، وموظفون رفيعو المستوى وممثلو منظمات دولية وجامعيون وباحثون يشتغلون على القضايا المرتبطة بتنمية القارة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.