إشراقة نيوز: محمد الحرشي
بعض الناس يحرسون على رمي الأزبال في أوقات معينة تراعي مرور الشاحنة وصحة عمال النظافة مما يساهم في نظافة المنازل والأحياء والشوارع. وهم بسلوكهم الراقي يعبرون عن وعيهم المشترك ومستوى المواطنة في نفوسهم.
وفي المقابل، نجد من يمشي في الاتجاه المعاكس، يرمي الأزبال يمينا وشمالا، متعمدا إرهاق عمال النظافة وحرق مزيد من مال الشعب الخاص ببنزين شاحنة الأزبال، وأكثر من هذا يزبد ويرعد إذا وجد الحاوية ممتلئة عن آخرها.
ومن المثير للجدل حول ظاهرة رمي الأزبال في كل مكان دون التقيد بمواقيت مرور شاحنة الأزبال توسع الدائرة بمشاركة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية في العملية المضرة بالحياة العامة، إذ أصبح اغلبهم لا يحلو له تناول وجبة الإفطار إلا وهو ماش في الشوارع والأزقة إلى حدود باب العلم والمعرفة ثم يرمي بقايا ما أكل دون مبالاة ولا وخز ضمير.
والخطأ كل الخطأ على عاتق الأمهات والآباء الذين لا يقدرون حجم الأضرار الصحية، النفسية والجسدية التي تتكبدها أجسام الأجيال المقبلة الذين يخرجون من منازلهم دون وجبة إفطار متأنية تتضمن كل عناصر التغذية السليمة التي تحافظ على التوازن العام مع النفس والغير.
فالأكل مع المشي، وخصوصا إذا كان التلميذ(ة) يستيقظ من الفراش متأخرا، من عوامل سوء الهضم والتغذية وبالتالي أمراض مزمنة، في المستقبل، لا تعد ولا تحصى، زيادة على بقاء بقايا الأكل والمشروبات السريعة بين الأسنان لمدة اربع ساعات أو أكثر تحول الأفواه إلى مصادر الروائح الكريهة.
ومن السهل تصور حجم الأزبال التي يرميها تلاميذ المؤسسات التعليمية بعد كل دخول من يوم الاثنين إلى يوم السبت، ويزداد حجمها، إذا كان في المؤسسة من يبيع مأكولات سريعة معلبة من بسكويت وحلويات ومشروبات ملونة.
فلقد تحول أغلب الناس إلى آلات اوتوماتيكة ترمي الأزبال دون إدراك، الفم يمضغ، الحلق يبلع، والأيادي ترمي في كل تجاه: أبواب المؤسسات التعليمية والصحية وكل الإدارات، الحدائق العمومية، أشجار الشوارع، الشواطئ والأدوية، كلها عبارة عن مزابل، كأننا طبعنا مع المشاهد العفنة، ولا يمكن الاستغناء عنها.
والخوف كل الخوف أن لا تتخذ الدولة إجراءات زجرية لمعاقبة كل مسيء إلى البيئة، والبداية المنطقية من المؤسسات التعليمية، فلا تكفي عمليات التحسيس والتوعية في وقف النزيف، والحل السريع، ولا مندوحة عنه، هو إصدار قوانين صارمة في الشوارع والأزقة لتصحيح الوضع قبل فوات الأوان.
قم بكتابة اول تعليق