
إشراقة نيوز: محمد الحرشي
منذ الصغر ونحن نسمع المقولة الجائرة: “المراة ناقصة عقل ودين”.. يرددها الكبار قبل الصغار، وحتى بعض النساء انخرطن في نشر هذا التعبير القاسي دون إدراك مردود الكلمات على نفسية الصغار في المجامع واللقاءات الأسرية وغيرها.
ولا نجد من يرفض هذا التعبير العنصري سوى قلة قليلة من المجتمع المتعلم، فالفكر الذكوري يسود على غيره في الدين والاقتصاد والسياسة والثقافة التراثية المتكلسة منذ قرون، ولا يريد مراجعة ذاته رغم معطيات العلم وتغير الواقع بشكل مستمر.
ويتساءل ذوو الألباب، كيف يسمح باستعمال مثل هذه العبارات الضارة والعنصرية ضد نصف المجتمع الذي هو جزء لا يتجزء من انسجامه وتعاونه؟؟ إذ يصعب تحقيق التنمية المستدامة دون الإيمان بالتكامل الموضوعي والحقيقي بين المرأة والرجل في كل المجالات والمواقف.
والسبب الرئيسي يكمن في تكرار هذه المقولة العنصرية على مسامع الصغير منذ نعومة أظافره وحتى أمام أمه، مما يقوي عنده القناعة بأن الحكم صحيح، وبالتالي تقبل كل المقولات والأحكام المسبقة الأخرى على المرأة دون تمحيص وإدراك لخطورتها على التوازن المجتمعي العام.
والآن، وبفضل الثورة الرقمية والتكنولوجيا الإعلامية المتقدمة، استطاع كل منا إعادة النظر في أحكامه وإسقاطاته على المرأة، بعدما لمس مدى قدرتها على الأداء والتطور في كل المجالات وخصوصا في المجال السياسي الذي برهنت فيه المرأة على قدرتها في إدارة الشأن العام بجدراة واستحقاق.
فكلما توسع باب العلم والمعرفة في وجه المرأة توسعت مداركها وشاركت بفعالية في تطور المجتمع تماشيا مع المقولة المشهورة للشاعر الكبير حافظ ابراهيم:
“الأم مدرسة اذا اعددتها ### أعددت شعبا طيب الأعراق”..
وتبقى التربية السليمة هي مفتاح نجاح كل من الرجل والمرأة في التفوق الشخصي والعطاء المجتمعي.
قم بكتابة اول تعليق