إشراقة نيوز: هشام بن عبد الله
تشهد مدينة إنزكان، كغيرها من المدن المغربية، العديد من التحولات الحضرية التي تثير الكثير من الجدل والاستنكار بين ساكنتها، إحدى هذه التحولات هو القرار المفاجئ بتحويل ساحة بئر أنزران إلى مرآب للسيارات، وهو ما أثار استياءً واسعاً بين الساكنة التي كانت تتطلع إلى إعادة تأهيل هذه الساحة لتكون متنفساً أخضر يضفي على المدينة رونقاً وجمالاً.
إن هذا القرار يعكس إشكالية أكبر تتعلق بالتخطيط الحضري والتنمية المستدامة في المدينة. فمدينة إنزكان تفتقر بشدة إلى المساحات الخضراء والمجالات المفتوحة التي تعتبر ضرورية لتحسين جودة الحياة في الوسط الحضري، بدلاً من ذلك، تفضل الجهات المعنية تحقيق مكاسب مالية على حساب رفاهية الساكنة، مما يعزز الانطباع بأن القرارات التي تُتخذ في هذا الإطار تخدم مصالح ضيقة على حساب المصلحة العامة.
الفساد والأنانية، حسب انتقادات البعض، أصبحا جزءاً من واقع المدينة، حيث يرى الكثيرون أن الأولوية تُعطى للمشاريع التي تدر أرباحاً فورية دون النظر إلى التأثيرات الطويلة الأمد على حياة المواطنين والبيئة الحضرية. هذه السياسات تُعمّق الشعور بالإحباط لدى السكان وتؤدي إلى فقدان الثقة في الجهات المسؤولة عن تسيير المدينة.
في هذا السياق، من الضروري أن تعيد السلطات المعنية النظر في مثل هذه القرارات وأن تضع في اعتبارها الحاجات الحقيقية للمدينة وساكنتها، إعادة تأهيل المساحات العامة وإنشاء مجالات خضراء ليست ترفاً، بل هي جزء أساسي من تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة في المدينة.
من المؤكد أن مدينة إنزكان تحتاج إلى مشاريع حقيقية تُعنى بمستقبل المدينة وساكنتها، بعيداً عن المصالح الشخصية والاعتبارات المالية الآنية.
قم بكتابة اول تعليق