افريقيا قادرة على توفير أدوات و وسائل فعالة لتعزيز الاستقرار والنمو

أكد السيد يوسف العمراني ، مكلف بمهمة في الديوان الملكي ، يوم السبت في الدار البيضاء ، أن إفريقيا قادرة على توفير أدوات ووسائل فعالة لتعزيز الاستقرار والنمو.

و لاحظ السيد العمراني ،عند تطرقه لموضوع ” السياسية الافريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ” ،المدرج ضمن أشغال الدورة الثانية لمنتدى “الروتاري في خدمة إفريقيا” ،أن هذه الأخيرة أضحت حاليا القطب الثاني للنمو بعد آسيا ، معتبرا أنه يتعين على أفريقيا” ألا تنسى ، بأنه في عالم الغد ، ستضطلع بدور رئيسي ، كقطب للاندماج والازدهار والاستقرار”.

و أعرب السيد العمراني عن اقتناعه بأن المغرب يتقاسم “هذا الطموح الأفريقي الكبير” ،وسيواصل العمل لتحقيقه ،ملاحظا أن هذا اللقاء ينظم في الدار البيضاء ، المدينة التاريخية التي شهدت في يناير 1961 ، ميلاد حلم “إفريقيا الموحدة” و “ميثاق الدار البيضاء” ، الذي شكل أحد الارهاصات الاولى لخلق نواة الاتحاد الأفريقي.

و يرى السيد العمراني أن هذا المنتدى يعد أيضا فرصة “لإعادة التأكيد على الارتباط العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بإفريقيا والأولوية التي يوليها جلالته لتنميتها”.

وبعد أن بالسياق الدولي الذي يعقد فيه المنتدى ، والذي يتميز بـ “عالم مترابط بشكل متزايد ويتسم بالتحديات المتعددة الناتجة عن التغيرات الجيوسياسية الأخيرة” ، استعرض السيد العمراني أوجه التطور والنمو الذي تشهده العلاقات بين المغرب وأفريقيا ، في السنوات الأخيرة ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبحسب السيد العمراني ، فلطالما كان يُنظر إلى إفريقيا انطلاقا من منظور ضيق يتعلق بالصعوبات التي تشهدها ، و تجاهل أنها “قارة نمو ومستقبل العالم”.

واعتبر السيد العمراني أن “الوقت قد حان لتغيير مسار الأمور” و “لإعادة النظر في العلاقات بين إفريقيا وجهات أخرى من العالم ، من خلال مقاربة أكثر جرأة وطموحا ”.

و لتحقيق ذلك ، يرى السيد العمراني ، أنه بات من الضروري التفكير في مقاربات جديدة للتعاون وأدوات مبتكرة ، تتوافق مع واقع القارة السمراء ، والتي يمكن أن تساعد افريقيا على رفع تحدياتها الشاملة بشكل منفرد.

واستطرد قائلا ” نريد إفريقيا قوية ، مندمجة بشكل كامل في العولمة ،وتفرض نفسها كقارة الازدهار المتنوع . ولكن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون إنجاز تنمية شاملة ومستدامة ودون حوكمة معقلنة تتكيف مع خصائص القارة.”

و شدد على أن “أفريقيا التي نريدها ليست مجرد رؤية ، ناهيك عن شعار ، إنها أولا وقبل كل شيء إفريقيا المتحركة ،الديناميكية التي تحافظ على طموح التضامن الواقعي” ، مبرزا أنه بالنسبة للمغرب “فإفريقيا والمغرب كيان واحد ويجمعهما مصير مشترك”.

كما أشار السيد العمراني إلى أن السياسة الخارجية للمغرب تسير وفق الرؤية الملكية ، بطموح وواقعية ، موضحا “لدينا خبرة على الصعيد الدبلوماسي وكفاءة للعمل في القارة وفقًاقا لمنهج شمولي يأخذ بعين الاعتبار ، أولا وقبل كل شيء ، ضرورات التنمية في قارتنا”.

و أضاف في هذا السياق أنه “لا يمكن أن تكون هناك إفريقيا قوية ومستقلة ذاتيا ، بدون تعاون جنوب -جنوب افريقي مشترك منفتح ،قائم على أساس معادلة ثلاثية الأضعلاع تقوم على تعزيز السلام والأمن ، وحتمية النمو المشترك ،وواجب التضامن.

وضم هذا المنتدى ،المنظم من قبل نادي الروتاري مرس السلطان -الدار البيضاء ، الروتاريين وأصدقاء الروتاري ، المتخصصين في أفريقيا للتطرق لنشاط الروتاري في هذه القارة وتبادل النقاش حول موضوعين يهمان “الروتاري والتنمية الرقمية في أفريقيا ” ، و” الاقتصاد الشامل والروتاري “.

و شارك في هذا أشغال هذا اللقاء ، على الخصوص، رئيس نادي الروتاري مرس السلطان -الدار البيضاء السيد عمر العلوي ، و مدير نشر صحيفة (ماروك ديبلوماتيك ) السيد حسن العلوي القاسمي ، الذي تناول موضوع “تاريخ وذاكرة العلاقات بين المملكة المغربية والقارة الإفريقية” ، وإبراهيم بن جلون التويمي رئيس بنك افريقيا ،وعضو المجلس الإداري والمدير العام التنفيذي لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية .

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.