
يا حسرة على سيدي سليمان، فبعد أمزال العامل المهووس بالسلم الاجتماعي جاء الكياك ليفعل دستور 2011 ويورط المجتمع المدني مع الباعة المتجولين…
في لقاء عقده الكياك عامل الإقليم أمس الجمعة بقاعة العمالة وحضره عدد من فعاليات المجتمع المدني ورجال الإعلام وممثل عن المجلس الإقليمي ورؤساء الجماعات الترابية ورؤساء المصالح الأمنية والداخلية والمصالح الخارجية إضافة إلى رئيس المجلس العلمي المحلي والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية.
استهل اللقاء عامل الإقليم بالتأكيد على تفعيل الدستور بعد أربع سنوات من التصويت عليه وكأن الدستور وليد الأمس.
ثم حث على ضرورة إشراك المجتمع المدني في التنمية والتسيير بشراكة مع المنتخبين، وما هي إلا مقدمات ومراوغات وتمويهات للوصول إلى النتيجة المتوقعة وهي إقحام الجمعيات في الصراع مع الباعة المتجولين لتحرير الشارع العام وذلك بعد عجز السلطات المحلية في القيام بذلك ومحاولة الحد من التوتر القائم بين المواطنين ورجال السلطة وخوفا من تفاقم الوضع خاصة وأننا نشهد في هذه الأيام حالة احتقان جد صعبة أدت بعدد من المواطنين إلى الانتحار جراء سوء معاملة بعض رجال السلطة وأعوانهم.
هذا وقد تناول الكلمة محيي الدين البقالي رئيس المجلس العلمي المحلي الذي استظهر خطبة الجمعة الماضية التي حثت فيها وزارة الداخلية إلى جانب وزارة الشؤون الإسلامية عموم المواطنين على الصبر في الحياة وكأنهم يستهزؤون بهذا الشعب. وعن أي صبر يتحدثون؟؟ الصبر على البطالة؟ الصبر على الرشوة؟ الصبر على انتهاك الحقوق؟ الصبر على الفقر؟ الصبر على وضعية الصحة والتعليم وكل المرافق العمومية المتدهورة؟ الصبر على محدودية الدخل أم انعدام الدخل؟
وفي الختام تأتي الداخلية لتكمل استهزاءها بهذا المواطن البسيط وتطالبه بإخلاء الشارع العام المتنفس الوحيد لمصدر رزق لهذه الشريحة من المواطنين في ظل غياب البديل…
هذا وكان أجدر بالداخلية في شخص العامل أن تجد حلولا لهؤلاء المواطنين عوض دفعهم إلى التخلي عن مصدر رزقهم لتكون المأساة مضاعفة، وتفتتح معامل بالإقليم وإتاحة فرص عمل للشباب العاطل الذي ينتشر في المقاهي أو على نواصي الشوارع كباعة متجولين.
وتجدر الإشارة إلى أن العامل السابق وفي الاحتفال بذكرى عيد الشباب لسنة 2013 أعلن عن عدة مشاريع كانت لتنجز في سيدي سليمان لكنه لم يكن له الوقت الكافي (ست سنوات فقط) ومن بينها مشروع بناء مركز تجاري يضم كل الباعة المتجولين يشيد على مساحة 1810 متر مربع خصص له مبلغ َ1,5 مليون درهم وذلك في إطار شراكة بين المجلس الإقليمي وجمعية بائعي الملابس المستعملة وشركة العمران. وللأسف لم ير هذا المشروع النور ككل المشاريع التي ما فتئ يهذي بها أمزال في كل لقاءاته.
كما أن المجالس البلدية السابقة لسيدي سليمان هيأت مجموعة من الأسواق النموذجية لم تفتح بعد. فكان أجدر بالعامل أن يسرع بفتح هذه الأسواق وتهيئتها لاحتواء هؤلاء الباعة (المواطنين) وإيجاد حلول جذرية لهم عوض استدعاء الفقهاء (الذين يتقاضون رواتب خيالية) لحثهم على عدم مواجهة رجال السلطة الذين يعانون من كبت سلطوي ومنهم من يفرغ ضغوطاته الشخصية على المواطنين ليكون دائما المواطن البسيط عديم الدخل هو الضحية الأولى والأخيرة في هذه المنظومة.
كما يستحسن أن يعقد عامل الإقليم لقاءات توعوية وتربوية مع رجال الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة وإعادة تكوينهم وإدماجهم في هذه المنظومة التي محورها الأساسي هو المواطن، وكيفية التعامل معه في ظل حفظ حقوق الجميع (سلطة ومواطن).
قم بكتابة اول تعليق