طالبت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ( ك د ش ) بمناسبة الدخول الاجتماعي الحالي، بحوار وطني حول جميع الملفات، وبصياغة مشتركة لمشروع القانون التنظيمي للإضراب .
وقال عبد القادر الزاير الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ( ك د ش )، بمناسبة الدخول الاجتماعي، إن المشاكل الاجتماعية لا يمكن معالجتها إلا باعتماد مقاربة تشاركية في بلورة المقترحات والحلول، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن » يمر شيء من دون حوار ومفاوضة « .
وأكد أن الحوار الاجتماعي الذي يتم، » لا تعتبره » الكونفدرالية حوارا ، لأن لهذا الأخير شروطه الأساسية أهمها المشاركة في المقترحات والملفات وجدول الأعمال والملف المطلبي الذي سيتم الاشتغال عليه ، لافتا إلى أن هذه الأمور » لم يتم احترامها « ، لأن نية هذه الحكومة هي » تجاوز النقابات « ، والتوجه مباشرة للأغلبية الحكومية وعرض مختلف المشاريع الاجتماعية عليها، و » تمريرها « .
وذكر السيد الزاير في هذا السياق أن الحوار الاجتماعي كان يجري منذ سنة 1996 في إطار ثلاثي الأطراف وضمن دورات نتجت عنها اتفاقات مهمة .
فالحكومة الحالية، كما قال، تسعى إلى أن « تفرض طريقتها في الحوار الاجتماعي، وهذا لن نقبله، بل رفضنا أن نسير في هذا المسلسل من الحوار ، كما رفضنا التوقيع على أي اتفاق لايحل المشاكل المطروحة « ، لافتا في هذا الصدد إلى أن هذا الرفض » ترك أثره » في أوساط الرأي العام ، الذي تفهم موقف الكونفدرالية، حيث رأى فيه ، كما قال ، تعبيرا عن » الطريقة الأسلم » لمعالجة مختلف المشاكل .
وفي سياق متصل سجل أن الدخول الاجتماعي لهذه السنة، يأتي في ظروف » لا تقل من حيث المشاكل » عن السنوات السابقة، وذلك بالرغم من بعض المبادرات الحكومية الرامية إلى التخفيف من المشاكل الاجتماعية .
كما يأتي في ظل ظرفية مطبوعة بالجفاف، يضيف السيد الزاير، وهو ما انعكس على اقتصاد البلاد المبني في شق منه على تهاطل الأمطار ، خاصة بالنسبة للبادية التي تكون في مثل هذه الحالات معزولة عن الإنتاج والاستهلاك، وفي ظرفية يتم فيها » ضرب » الحقوق المكتسبة الخاصة بالتقاعد، وعدم وجود حد أدنى للأجر الاجتماعي بالنسبة للذين لا شغل لهم، كما هو معمول به بالنسبة لعدد من الدول .
وأشار كذلك إلى أن هذا الدخول الاجتماعي يتميز أيضا بحضور هيئات، علاوة على التنسيقيات المطلبية الخاصة بنساء ورجال التعليم والأطباء والممرضين والمتصرفين ، الذين يقومون بأشكال احتجاجية لتلبية مختلف المطالب .
وينضاف إلى كل ذلك » عدم وجود تشغيل « ، ولهذا السبب تحديدا، وضعت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كما قال ، ضمن مطالبها إعطاء الأولوية للتشغيل، ورفعنا هذه السنة شعار » تشغيل الشباب « ، لأن التشغيل هو الوسيلة الأساسية لتحريك الاستهلاك وكذا الإنتاج .
واستطرد قائلا إن الحكومة تعتبر أن توقيع اتفاق مع مجموعة من النقابات » قد حل المشاكل « ، لكن الشارع والواقع » يؤكد عكس ذلك « ، مشيرا إلى أن الحوار مطلب أساسي، خاصة بالنسبة للنقابات، » لكننا لم نجد من نتحاور ، لأن الحكومة تفتقد لثقافة الحوار، عكس ما تدعيه « .
وبخصوص القانون التنظيمي للإضراب، قال السيد الزاير إن هذا الأخير » نتيجة وليس سبب ، فلو كان القانون يطبق لما كان هناك إضراب « ، مسجلا في هذا السياق أن المطالب العمالية » لا تلبى « ، والوعود والاتفاقات » لا تنفذ « ، فضلا عن » ضرب » الحريات النقابية، وهذا يؤدي إلى الاحتجاجات وبالتالي الإضرابات .
وحسب السيد الزاير، فإنه إذا حلت المشاكل بالتفاوض وطبق القانون لا داعي لخوض الإضراب، الذي يتضرر منه العامل ورب العمل على السواء .
وقال في هذا السياق إذا كان هناك توجه لتقنين الإضراب، فإنه يتعين القيام بصياغة مشتركة للقانون التنظيمي الخاص به، كما جرى بخصوص مدونة الشغل ، في إطار لجنة ثلاثية الأطراف .
وبخصوص البرنامج النضالي والتحسيسي للنقابة خلال هذه السنة ، أوضح أن هذه المركزية النقابية عازمة على مواصلة النضال المطلبي والاجتماعي والسياسي من أجل تلبية المطالب ومعالجة القضايا المعلقة بخصوص عدد من الملفات ، بعضها يخص اتفاق 2011 ، مبرزا أن مشاكل العمال والمتقاعدين ما تزال مطروحة، وكذلك الشأن بالنسبة ل » عدم احترام القانون « ، وحماية الاستقرار الوظيفي .
قم بكتابة اول تعليق