أعربت كينيا عن سعيها للاستفادة من “تجربة المغرب المتعددة الأبعاد والناجحة في مجال مكافحة الرشوة والإرهاب والتطرف العنيف”.
وجاء ذلك على لسان كل من مدير لجنة الأخلاقيات ومكافحة الرشوة طواليب مبارك، ومدير الأبحاث الجنائية نورالدين حجي، خلال لقاء مع سفير المغرب بكينيا المختار غامبو، اليوم الخميس بنيروبي.
وخلال هذا اللقاء، سلط السيدان طواليب وحجي، الضوء على المقاربة الاستباقية التي نهجها المغرب في مجال الوقاية ومحاربة الرشوة والإرهاب والتطرف العنيف، وكذا تجربة المملكة الناجحة في هذا المجال عبر وضع عدة استراتيجيات وهيئات بدأت تعطي ثمارها.
وأكد السيد طواليب أن “كينيا ترغب في الاستفادة من تجربة المغرب الناجحة في مجال مكافحة الرشوة، وهي على استعداد لكل أشكال التعاون عبر تبادل الزيارات والمعلومات وأفضل التقنيات في مجال الأخلاقيات والحكامة”.
من جهته، أكد السيد غامبو ، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب الذي انخرط في وقت مبكر وعلى نحو استباقي في تدبير خطر الإرهاب والتطرف العنيف، قد وضع مقاربة متعددة الأبعاد ومندمجة تقوم على عدة دعامات أساسية ، موضحا أن المقاربة المغربية في مجال الوقاية ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف تتميز بالتركيز على البعد الديني.
وقال السيد غامبو، إن الزعماء الدينيين باتوا يحتلون مكانة بارزة محليا ووطنيا وحتى دوليا من أجل نشر إسلام معتدل ، منفتح، متسامح، ويتلاءم مع القرن 21 ، مبرزا، بهذا الخصوص، المكانة المحورية لإمارة المؤمنين التي تقوم على الحفاظ على الثوابت الدينية وحماية حرية ممارسة الشعائر الدينية.
كما أكد أن “هناك جانبا أساسيا لإمارة المؤمنين يتمثل في كونها تتجاوز الحدود نحو العالمية لتأخذ شكل دبلوماسية دينية موجهة للبلدان المجاورة والصديقة المهددة بالتطرف الديني، وذلك عبر نشر قيم الدين الإسلامي وخاصة من خلال تكوين الأئمة”.
وأشار ، في هذا السياق، إلى إحداث المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة عام 2008 بهدف الحفاظ على الهوية الثقافية وثقافة الجالية المغربية المقيمة بأوروبا، وكذا مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة المحدثة عام 2015 لتوحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين في القارة الإفريقية ، وكذا دعم قيم الإسلام المتسامح.
وأكد السيد غامبو أنه “في إطار الحرص على الحفاظ على المرجعية الدينية للمغرب التي تقوم على الاعتدال والانفتاح والتسامح وحماية المملكة من التطرف العنيف، فإن المغرب انخرط منذ ما يقرب من عقدين من الزمن في مبادرة تروم تحصين الحقل الديني ضد أي انحراف”.
وفي مجال مكافحة الرشوة ، أكد السفير المغربي ، أن هذا الورش يشكل بالنسبة للمغرب، خيارا حاسما في ترسيخ الحكامة الرشيدة ودولة القانون.
وأبرز أن مشروع تخليق الحياة العامة ومحاربة الرشوة بالمملكة يستمد أبعاده وأهدافه وقوته من الإرادة السياسية والرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح أن الجهود المبذولة في هذا المجال ساهمت في تحقيق تراكم هام ومتقدم ، تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال إحداث عدة هيئات ومؤسسات تتقاطع مهامها نحو هدف واحد يتمثل في تخليق الحياة العامة.
وتعد آفة الرشوة مشكلة كبيرة في كينيا التي صنفت في المرتبة 27 ، أي أقل من متوسط المعدل العالمي المحدد في 43 ، غير أن هذه الرتبة شهدت تحسنا مقارنة بمركز السنة الماضية وهو 26 (حسب مؤشر قياس الفساد 2018 الصادر مؤخرا عن منظمة الشفافية الدولية).
واحتلت كينيا المرتبة 144 ضمن اللائحة المكونة من 180 من بلدان العالم، حيث تساوت مع نيجيريا.
قم بكتابة اول تعليق