إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
منذ مدة ليست بالطويلة، عرف المجتمع تسيبا كبيرا من حيث الانفلات الخلقي لتطفو على سطح الحياة اليومية تفاهات لم يسبق لها وجود على أرض الواقع حتى أصبحت تكتظ بها تلك الأماكن الافتراضية أو ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال التنافس على نشر أعمال ومحتويات تزرع الجهل في صفوف الشباب وتكرس الفساد الخلقي والميوعة والتمييز والإساءة والانحلال والترويج لخطاب الكراهية بالسب والشتم والقذف بكل صوره المشينة وبلغة حاطة للقيم والمثل العليا دونما احترام للحرف واللغة والقواعد التي باتت مهددة بين أنامل ترقن على الهواتف التفاهة والبذاءة، تلك التي تحط من كرامة الإنسان، وتستهين بالتربية والتعليم والأخلاق والكفاءة والقدوة، وكل ذلك طمعا في كسب عدد من المتابعات والمشاهدات لأجل تحقيق ربح مادي وجني مال بائد وأيضا شهرة زائفة على حساب المبادئ والقيم والأخلاق وكل ذلك تحت ذريعة نشر الثقافات أو محاربة الفساد أو مناصرة الحق..
وكل هذا ضرب من الميوعة والانحلال فلا يوجد من يدافع عن الحق بالباطل ولا ينصر الحق إلا الحق..
وهنا يكمن دور كافة المؤسسات والهيئات من مختلف المواقع الرسمية والمدنية خاصة الحقوقية والتربوية والإعلامية والثقافية، للتدخل العاجل لوضع حد لهذه التفاهات المنتشرة على وسائط التواصل الاجتماعي والتي لا علاقة لها بحرية التعبير والاتصال، فالصحافي رجل الكلمة والحرف يحمل على عاتقه مهمة إيصال الخبر اليقين بعد التحري عنه واستنباطه من مصادر موثوقة لا مجاملة فيها ولا عداء ولن يكون يوما بندقية في يد مغتصب أرض ولا منجنيقا بين يدي منتهك عرض ولا ناشرا للبغضاء والشحناء بين أطياف المجتمع ولا سيفا بيد متطرف سافك للدماء..
الصحافي رجل المهمات الصعبة والبحث عن الحقيقة والتحري عن الأخبار الزائفة في خضم الزخم والتخمة التي تعرفها الساحة الإعلامية على أيدي عدد من المتطفلين على مهنة المتاعب.. وذلك تفاديا للترويج لمثل تلك الظواهر الشاذة وتشجيعها والتحسيس بخطورتها.. وذلك بالقطع مع مروجي التفاهات وصانعي المحتويات البذيئة الذين أساؤوا إلى مهنة الصحافة منذ أن ابتعدت الكتابة عن القلم، وأصبح الهاتف والحاسوب بديلا للرقانة اليدوية…
قم بكتابة اول تعليق