
إشراقة نيوز: محمد الحرشي
الصويرة ، منذ تأسيسها سنة 1760 ميلادية ، عبارة عن سوق كبيرة للمواد الزراعية والغذائية المختلفة ونقطة ربط بين الشمال والجنوب و القبائل المحيطة بها.
وما يدل على ذالك طريقة هندسة الأسواق وسط المدينة : سوق الجديد، الرحبة (سوق الحبوب) سوق الغزل، سوق السمك، سوق الخضر (الخضارة) ، سوق “واقى” ، كلها تعكس مدى أهمية هذه الفضاءات في توفير حاجيات السكان الضرورية.
و تشكل الأسواق مناسبة يومية في تتبع الأحداث وأخبار الأسر والمخزن والقبائل المجاورة، وفرصة للنسوة بلباسهن التقليدي “الحايك” الأبيض أو الجلابة بنقابها الأسود للتبضع ومعرفة الجديد أثناء البيع والشراء.
والآن تحولت هذه الأسواق التقليدية الشعبية وخصوصا سوق السمك إلى مكان يضرب بها المثل في الفوضى والأوساخ ، وخصوصا أنها تقع في الشريان الكبير للمدينة الذي يمر منه أغلب السكان والزوار .
أواخر التسعينيات من القرن الماضي، كانت الأسواق التقليدية بالصويرة الجميلة الهادئة تسحر العين وتستهوي القلوب بمقوماتها من حيث تخصص الحرف والمهن والنظافة والصحة والأمن وحتى الترفيه ، أما الآن فقد تحول سوق الجديد مثلا (وليس بجديد) إلى مكان تعافه الأنفس وتشمئز منه القلوب : الأسماك مع الأثواب مع التوابل مع المتلاشيات مع كل شيء ما عدا النظام، وويل لك أن تمر من وسط المدينة بعد الزوال .
والغريب، أن السلطات المحلية بكل اختصاصاتها ، تلاحظ كل يوم مستوى التردي والتراجع والفوضى ولا تحرك ساكنا ، فقط تكتفي بالمطاردة ثم ترجع حليمة إلى عادتها القديمة.
إن تأهيل وتثمين الصويرة يبدأ أولا من أسواقها ، فهي تعكس حضارة موكادور الحقيقية بكل مقوماتها وتاريخها المجيد في عالم الأسواق والبيع والشراء . وأن كل تأخر أو تأخير ليس في صالح التنمية المحلية والسياحة العالمية وسمعة موكادور كملتقى للحضارات والأهداف الإنسانية السامية.
قم بكتابة اول تعليق