المجلس العلمي المحلي بسيدي سليمان بين النزعة العرقية القبلية الصهرية والنزعة الزملاتية

إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني

لسنوات أصبحت التهم الجاهزة موضة العصر حيث كل من أراد أن ينتقم من أحد خاصة الموظفين تجاه المواطنين فتهمة الإهانة على المقاس وصالحة في كل وقت وحين…

وبين الموظفين، تهمة التحرش كفيلة بانتقام العنصر النسوي من الذكور في كل اعتراض أو معارضة سواء أكانت الموظفة رئيسة أم مرؤوسة..

أما بين الذكور فتهمة الانتساب إلى جماعة محظورة (كجماعة العدل والإحسان) كفيلة بنفي ذلك الموظف عن عيون زملاءه أو إعفاءه إن كان في منصب المسؤولية وكأن المنتسبين إلى هذه الجماعة من الخوارج أو المعتزلة وقد يستباح دمهم.. في حين أنهم مغاربة مسلمون من رعايا محمد السادس ويحملون بطائق الهوية الوطنية المغربية..

لكن ضعاف النفوس من بعض الكسالى من المسؤولين يجدون في هذه التهم ذريعة للنقص الذي يتخبطون فيه منذ زمان..

هذا، وإن كان الأمر كذلك فلم لا يخضع جل موظفي مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بسيدي سليمان إلى بحث دقيق خاصة وأن منهم من ينتمي إلى هذه الجماعة ومنهم من خرج في حملات دستور 2011 مع الشواذ والمثليين ينادي بـ “لا” لدستور الشعب..

وأيضا لو تجولنا داخل المجلس العلمي المحلي بسيدي سليمان لوجدنا جل أعضاءه من خريجي حركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية إلى جانب جمعية الأمانة وجمعية النور وجمعية الإمام مالك وغيرها… أم أن كل من تحلى جلبابا أبيض يصبح مفتيا ويدعي الطهارة الأخلاقية والعكس صحيح..

إن الحقل الديني يتطلب شيئا من التعفف والاحتراز… فالإمام إنسان قد يصيب وقد يخطئ ولكن كل الأضواء مسلطة عليه فيكون محط انتقاد، في مأكله وملبسه ومصدر رزقه وتهافته على أكل الريع والمال العام بالباطل فلا يجوز له أن يقذف الناس بحجارة قد تلطخ جلبابه الناصع البياض من شدة التصبين لا من شدة التقوى… وهذا لا لشيء سوى لغيرة وخشية على المناصب..

هذا دون أن ننسى تلك النعرات الإثنية والعصبية القبلية التي كثيرا ما أثارها رئيس المؤسسة العلمية بين الأعضاء رجوعا بذلك إلى الجاهلية الحجرية التي كانت تعم المناطق الجبلية بالمملكة المغربية… وتراه يتحدث فوق المنبر على الإيخاء والإيثار والتسامح والود والحب في الله، لسان حاله، اتبعوا أقوالي ولا تتبعوا أفعالي على غرار العديد من الفقهاء والعلماء الذين باتت أخبار تقواهم على ألسنة كل العوام…

أضف إلى ذلك توزيع المناصب – التي كانت بداية الأمر تطوعا قبل أن تصبح وظيفة بدخل شهري قار – حسب الانتماء الحزبي والجمعوي وأيضا الوظيفي المتعلق بمهنة التدريس… فكل أعضاء المجلس العلمي المحلي بسيدي سليمان من المدرسين قاسمهم المشترك الوزرة البيضاء والجلباب الأبيض، ألم يجد الدكتور البقالي أعضاء غيرهم، أم أن شعر شوقي حجته في تنزيه وتقديس هذه الفئة من الممثلين ونسي: ” والشُّعَرَاء يَتبعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ” فالتابع من الغاوين وكلاهما يهيم في كل واد، ولعل واد الغي والضلال أشد..

وماذا يقول أضرضور بخصوص الجمع بين وظيفتين لمن لا يزال يمارس المهنة؟؟ دون الحديث عمن استفاد من التفرغ بغير وجه حق وقد تقاضى أجورا بدون عمل… أليس هذا ريعا يا دكتور البقالي؟؟؟  

أليس في سيدي سليمان محامون أكفاء؟؟ وأطباء نزهاء؟؟ وموظفون بالقطاعات الأخرى غير المحكمة التي أزحتم عضوها؟؟ لا نتحدث على التقوى فلا أحد يتزايد على الآخر في الدين والإيمان ولا أحد يزكي الآخر… فالله وحده يعلم ما في القلوب… ولكن يحز في القلب أن يبقى هذا الحقل الديني حكرا على فئة معينة من المدرسين الذين يجهلون العديد من المجالات والتي تستوجب أهل الإختصاص ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”…

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.