
إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
مرت خمسة أشهر على تعيين العامل إدريس الروبيو على رأس عمالة إقليم سيدي سليمان، وقد توسمت ساكنة سيدي سليمان خيرا في هذه الالتفاتة المولوية التي عطف بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على هذا الإقليم، خاصة وقد قضى سلفه أكثر من ثمان سنوات مرت عجافا، وكانت دون المستوى، ولا شيء يذكر من تنمية وازدهار، فقط تلك المشاحنات التي كانت بين السياسيين والمواطنين، وسياسة تكميم الأفواه لكل من خرج لسانه عن طوق أسنانه للكلام في موضوع التنمية والعمل الجاد بإقليم سيدي سليمان أو حاول انتقاد المسؤولين المعينين أو المنتخبين..
دخل إدريس الروبيو إلى مدينة سيدي سليمان وكله حماس في أن يجد مسارا أو مسلكا لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من رفات مدينة أو إقليم سيدي سليمان، أُكلت خيراتُه ونُهبت مصادرُه حتى أضحى في عداد التهميش، لا شيء يذكر سوى اغتناء مسؤولين كانوا بالأمس يعانون الفاقة والفقر واليوم أصبحوا من أغنياء الوطن…
هذا، وقد كانت الانطلاقة من واد بهت حيث قام الروبيو بحملة تنظيفية لضفاف هذا الواد التي باتت تشكل خطرا شنيعا على ساكنة سيدي سليمان كاملة، ولعلها كانت إشارات توحي بجدية الرجل في التطهير وتنقية المدينة، بل وكان الأجدر بإدريس الروبيو أن ينظف مقر العمالة من بعض حثالة النظام القديم الذين كانوا ولا يزالون يشكلون وصمة عار على جبين الإدارة المغربية، ولعل فضائح تسريب المعلومات خير دليل على الخيانة بكل أنواعها أبطالها حاشية العمالة وما يدور حولها..
ولا ننسى فضله في إعادة تشغيل نافورتي الدرك الملكي وساحة غزة، إلا أن هذا لا يكفي باعتبار حجم المسؤولية التي يتقلدها عامل الإقليم ومدى الصلاحيات والسلطات المخولة إليه…
كنا، كمتتبعين للشأن المحلي بالإقليم، نتمنى أن تكون له بوادر وخرجات أخرى غير الجري خلف النفايات والأزبال..
فأين تلك الرقابة الإدارية التي يخولها إليه القانون للضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه خرق القانون وتجاوز السلطة والانفراد بالقرارات، كما يفعل رئيس بلدية سيدي سليمان الذي تجرأ على القانون وأضحى يستبيح لنفسه ما لا يحق له طبقا لمقتضيات القانون الجاري به العمل..
فكيف بهذا الرئيس أن يسطو على أرض مخصصة لفضاء أخضر ويجعلها ملعب قرب؟؟
وأين تلك المشاريع التي كانت مبرمجة منذ العامل السابق الحسين أمزال ولم تخرج إلى حيز التنفيذ؟؟
وما هي تدابيره الخاصة بمعضلة البناء العشوائي وما آلت إليه المدينة التي أضحت مرتعا لعيون السلطة الذين اغتنوا من هذه المناورات وهم السبب الحقيقي في انتشار البناء العشوائي ضاربين عرض الحائط توصيات الوزارة الوصية وكل التدابير والقوانين المعمول بها في هذا الصدد؟؟؟
وما هي التدابير المتخذة بخصوص مركز تجاري غير قانوني ولا يرقى إلى مستوى “سويقة تقليدية” تحوي الملايين من الدراهم من السلع المعروضة فيه، والذي يتخذ أصحابه إسم “معرض” تهربا من المسؤولية وتحايلا على القانون بغية التملص من العديد من الإجراءات والتدابير التي تغض عنها السلطات المحلية طرف الرقابة والمساءلة؟؟ ولعل فاجعة الحريق الذي أصاب هذا المعرض منذ سنتين خير تهديد يؤرق الساكنة المجاورة ويهدد أمنها بمعاودة نفس الفاجعة التي قد تكون خسائرها مضاعفة بل وقد تأتي على خسائر بشرية، إن لم يكن ذلك الحريق مفتعلا ومقصودا أريد به طرد التجار المستفيدين وتعويضهم بمن يدفع أكثر والسلطات المحلية على علم بهذه النزاعات القضائية..
ترى ما السر وراء التزام إدريس الروبيو الصمت أمام هذه الملفات الكبرى؟؟
وماذا يقول عن مشروع المستشفى الإقليمي الذي أثيرت حوله علامات استفهام كبيرة في السنة الماضية حينما أقدم رئيس المجلس الإقليمي، الفار من العدالة، على حرث وزرع القطعة الأرضية المخصصة لهذا المستشفى؟؟ وهل الروبيو على علم بهذا المشروع الكبير والهام للساكنة؟؟ بل وإن سلطات سيدي سليمان على علم بالموضوع في إطار استمرارية المرفق والإدارة عموما.. ولن يطوى هذا الملف أبد الدهر..
وماذا يقول عن سيارات الجماعات التي تتجول ليلا ونهارا في كل أرجاء المدينة وأخرى تغادر الإقليم إلى وجهات مختلفة في كل ليلة والوقود من ميزانية الجماعات أو المجلس الإقليمي؟؟ فأين ترشيد النفقات.. يا عامل الإقليم؟؟
وماذا عن تلك السيارات التي تبيت في العراء أمام منازل بعض الموظفين؟ (لسان حال أصحابها: من تم للواد مالها خلاها ليا الواليد)، وكأن دورية وزير الداخلية في هذا الصدد لا تلزم إقليم سيدي سليمان..
ألا يحق للعامل الروبيو طلب إعادة النظر في ملف التدبير المفوض لقطاع النظافة الذي أثرنا حوله عدة قضايا ووقفت على خروقاته فرقة المفتشية العامة للإدارة الترابية خاصة المبلغ الجزافي (حوالي 2 مليارين) الذي تتقاضاه الشركة (فورفي) والذي يستنزف من ميزانية البلدية.. فأين ترشيد النفقات؟؟
ولماذا لا تبني الجماعة بنايات إدارية لاحتواء المقاطعات والملحقات الإدارية عوض تبذير المال العام في كراء منازل لا علاقة لها بالتصميم الإداري أو الجري خلف ملاعب القرب التي قد تستغل أراضيها لشؤون أخرى أكثر أهمية؟؟ أليس هذا ترشيدا للنفقات؟؟
لقد كان أمل الساكنة في إدريس الروبيو كبيرا ليُخرج هذه المدينة والإقليم عموما من بؤرة الفساد والكساد وليُصلح بعض ما أفسده السابقون ويُخرج مشاريع جديدة للوجود حتى يُنافس إقليم سيدي سليمان الأقاليم المجاورة.. ويستقل فيها التسيير عن جهاز التحكم عن بعد (التيليكومند) الذي ظل يتحكم فيه المتقاعد والفار من العدالة، وكأن سيدي سليمان ضيعتهم التي لن يفطموا من رضاعة حليبها وامتصاص خيراتها…
قم بكتابة اول تعليق