الأمن يفض بالقوة اعتصاما للأساتذة المتدربين الذين حاولوا فرض مقاطعة الامتحانات

أصيب عشرات الطلبة والأساتذة المتدربين، الثلاثاء 15 مارس 2016 وليلة أمس الاثنين، بجروح متفاوتة الخطورة، إثر تدخّلٍ وصف بـ”العنيف” لقوّات الأمن، لمنع مقاطعة الامتحانات الجامعية، وفضّ اعتصامٍ قام به الأساتذة المتدربون.

وأصيب أكثر من 15 طالباً من كلية العلوم بمدينة تطوان، نقل بعضهم إلى المستشفى المحلي، الثلاثاء، إثر تدخلٍ لقوات الأمن لمنع طلبة من فرض مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية، التي كان مقرراً إجراؤها ابتداءً من صباح اليوم الثلاثاء.

هذا وإن قوى الأمن أوقفت نحو 20 طالباً، إثر قيام طلبةٍ برشق سيّارات الأمن بالحجارة، ما أسفر عن إصابة العديد من سيارات المواطنين بأضرار، وإصابات متفاوتة الخطورة في صفوف كل من الطلبة وقوات الأمن.

كما أصيب العشرات من الأساتذة المتدربين، ليلة أمس الاثنين، بجروح متفاوتة الخطورة، بعد تدخّل قوات الأمن، لفضّ اعتصامٍ قاموا به، حسب إفادات مصادر من الأساتذة المتدربين، بمدينة القنيطرة.

من جهته قال ياسر بوهتيش، مسؤول بـ”تنسيقية القنيطرة للأساتذة المتدربين”، بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين، إن “قوات الأمن تدخلت بعنف لفضّ الاعتصام الذي ينظّمه الأساتذة المتدرّبون قرب الحيّ الجامعي بالقنيطرة”.

وأضاف المتحدّث أن ما وصفه ب”التدخّل الأمني العنيف”، لفضّ اعتصام الأساتذة المتدربين، وقع في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلاً، وأسفر عن جرح العشرات من الأساتذة المتدربين، بينهم 40 حالةً نقلتهم سيارات الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي بالقنيطرة.

وتابع قائلاً إن 11 أستاذاً متدرباً ممّن وصلوا إلى المستشفى تعرّضوا للضرب على الرأس، بينهم 4 من المتدربات.

واتّهم المتكلم قوات الأمن بـ “تعمّد الضرب على الرأس”.

وأفاد ياسر بوهتيش، أن عناصر من شباب الحي الشعبي المجاور لاعتصام الأساتذة المتدربين، رشقوا قوات الأمن بالحجارة “تضامناً” مع الأساتذة المتدربين، ما أسفر عن جرح بعض قوات الأمن، لم يحدد عددهم ولا طبيعة الإصابات.

ونفى أن يكون الطلبة الأساتذة مصدر الحجارة، التي ألقيت على رجال الأمن، عازياً الأمر إلى من قال إنهم “شباب الحي الشعبي المجاور للحي الجامعي، وبعض الطلبة.

ولم يتسنّ أخذ موقف السلطات المغربية إلى حدود الآن.

ويخوض الأساتذة المتدربون منذ حوالي 5 أشهر، إضرابات واعتصامات ومسيرات، مصحوبة بمقاطعة شاملة للدراسة والتكوين في مختلف مراكز التكوين بالمغرب، للمطالبة بالتراجع عن قرارين للحكومة يقضيان بفصل التكوين (التدريب) عن التوظيف، وتخفيض قيمة المنحة التي تقدمها الدولة لهم أثناء فترة تدريبهم إلى النصف.

وكانت الحكومة المغربية أصدرت في يوليوز الماضي، مرسومين يقضي الأول بفصل التكوين في المراكز الجهوية للتربية والتكوين عن التوظيف المباشر في التعليم العمومي بالمغرب، وقررت ضرورة اجتياز مباراة عند انتهاء التكوين، والحصول على دبلوم في التأهيل التربوي، من أجل التوظيف في القطاع العام، بدل التوظيف مباشرة عند انتهاء فترة التكوين، ويقضي الثاني بتقليص منحة الطلبة من 2400 درهم، في النظام القديم، إلى 1200 درهم في الشهر.

وقال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في تصريحات سابقة، إن الحكومة قدمت أقصى ما يمكن أن تقدمه من الحلول الكفيلة بمعالجة هذا الملف، من خلال الحوار الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية.

وتعهد بنكيران، بتوظيف الطلبة الأساتذة الحاليين جميعهم، على مرحلتين، لكنه أكد على انه لا يمكن التراجع عن المرسوميَن.

وقال بنكيران، أمس الاثنين، أن حكومته لن تُعلن سنة بيضاء رغم استمرار الأساتذة المتدربين في الخروج للاحتجاج والاعتصام، مبرراً ذلك بـ”الانعكاسات السلبية لضياع السنة وحرمان الأساتذة المتدربين من التكوين والتوظيف”، معتبراً أن الشهور المتبقية من السنة الدراسية “كافية للتكوين في حال قبولهم بمقترح الحكومة”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.