
أكدت موسكو في أعقاب محادثات القمة بين الزعيمين الروسي والمغربي، أن قرارها بسحب القوات الأساسية من سوريا جاء ليس من أجل إرضاء أحد، بل لدعم العملية السلمية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في معرض تعليقه على المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجلالة الملك محمد السادس: “إننا لدى اتخاذ القرار بتعليق عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا جزئيًا، كنا ننطلق من تحقيق الأهداف التي طرحها الرئيس الروسي أمام القوات المسلحة استجابة لطلب الرئيس الروسي لتعزيز القدرات القتالية للجيش السوري. ومنذ ذلك الحين تمكن الجيش السوري من استعادة مواقعه على المسارات الرئيسة، كما تم إلحاق خسائر كبيرة بالإرهابيين”.
وجاء في بيان مشترك حول تعميق الشراكة الاستراتيجية، صدر في أعقاب المحادثات، التي جرت في الكرملين، الثلاثاء 15 مارس، أن موسكو والرباط تدعوان إلى تسوية سياسية – دبلوماسية نهائية في سوريا، وإلى إطلاق الحوار المباشر الشامل مع الاعتماد على قرارات مجموعة دعم سوريا وقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما أكد البيان ضرورة تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، مع التركيز على التسوية النهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ودفع الحوار الوطني الليبي قدمًا إلى الأمام وتسوية الأزمة اليمنية.
وفي البيان المشترك، أكد المغرب ترحيبه بمبادرة الرئيس الروسي إلى تشكيل جبهة واسعة لمواجهة “الإرهاب” على أساس معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
ويشدد البيان على أن مثل هذه الجبهة يجب أن تعمل بموافقة وتنسيق مع الدول التي تتحمل العبء الأكبر في ما يخص محاربة المتطرفين و”الإرهابيين”.
كما أكدت روسيا والمغرب ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة “الإرهاب” والتطرف الدوليين، مع تعزيز الدور المحوري للأمم المتحدة في تلك الجهود.
إضافة إلى البيان حول الشراكة الاستراتيجية، أصدر الزعيمان الروسي والمغربي، في ختام محادثاتهما، بيانًا حول التصدي “للإرهاب” الدولي، وحضرا مراسيم التوقيع على حزمة من الوثائق المتعلقة بتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وأعرب الرئيس الروسي خلال لقاء جمعه بجلالة الملك في أن تشكل زيارة الملك إلى روسيا دفعة قوية للعلاقات الثنائية.
ووصف بوتين العلاقات بين الدولتين بأنها ممتازة، لكنه أعرب عن استغرابه لتراجع التبادل التجاري بين روسيا والمغرب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تراجع الصادرات المغربية التقليدية إلى روسيا، ومنها البرتقال والطماطم وأنواع أخرى من الخضر والفواكه، وذلك على الرغم من أن القيود التي فرضتها روسيا على استيراد تلك السلع من دول الاتحاد الأوروبي ما زالت قائمة.
وأعاد الرئيس بوتين إلى الأذهان أن زيارة محمد السادس إلى موسكو تأتي في الذكرى الـ40 لأول زيارة قام بها والده الملك الحسن الثاني إلى الاتحاد السوفياتي، إذ تم خلال تلك الزيارة وضع قاعدة للعلاقات الروسية-المغربية التي تتطور بنجاح منذ ذلك الحين.
كما أكد الرئيس بوتين رغبته في الإطلاع على آراء الملك محمد السادس إزاء مختلف القضايا الإقليمية. بدوره أعرب جلالة الملك محمد السادس عن ارتياحه لفرصة بحث مختلف قضايا المنطقة والمسائل الملحّة مع الزعيم الروسي. وذكر أنه وصل إلى موسكو برفقة وفد واسع التمثيل، يضم عددًا من الوزراء، بمن فيهم وزير الزراعة، وذلك من أجل بحث سبل تجاوز الصعوبات التي يواجهها التعاون الثنائي.
وقام جلالة الملك خلال زيارته إلى موسكو بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول المقام إلى جانب سور الكرملين.
في الوقت نفسه، جاء في مواد إعلامية نشرتها الدائرة الصحافية للكرملين بمناسبة زيارة جلالة الملك إلى موسكو، أن التبادل التجاري بين البلدين تراجع في عام 2015، بالمقارنة مع عام 2014، بنسبة 34%، وصولًا إلى مليار دولار فقط. وربط الكرملين هذا التراجع بالوضع غير الملائم في الأسواق العالمية والذبذبات في أسعار صرف العملات.
وكان الملك محمد السادس وصل إلى موسكو مساء الاثنين في أول زيارة له إلى روسيا منذ 14 عامًا. ويوم الأربعاء، سيجتمع جلالة الملك مع رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف، إذ ستركز المحادثات على تكثيف التعاون التجاري – الاقتصادي، وتعزيز الصلات في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة والسياحة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.
قم بكتابة اول تعليق