عملية مرحبا.. مبادرة مفعمة بقيم التضامن والتعبئة من أجل تأمين تنقل أزيد من مليونين من المغاربة إلى الوطن الأم

أطلقت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ السنوات الأولى لنشأتها، “عملية مرحبا” المبادرة الإنسانية المفعمة بقيم التضامن والتعبئة من أجل مواكبة تنقل أزيد من مليونين من المغاربة، بين بلدان إقامتهم بأوروبا، وبلدهم الأصلي، خلال فصل الصيف.
وتكتسي هذه العملية التي تبتدئ في 5 يونيو من كل سنة وتنتهي في 15 شتنبر من نفس السنة، صبغة حتمية، بالنظر للمد الكثيف للوافدين، وقصر الفترة المخصصة للعملية (3 أشهر)، عبر ممرات بحرية، بالأساس، ومحدودة داخل محور أوروبا– المغرب.
وهكذا، تتدخل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومنذ انطلاق هذه العملية، لتقديم يد المساعدة للمسافرين في وضعية صعبة، كالأشخاص المسنين، والنساء الحوامل، والأطفال، والأشخاص المعاقين، والمتضررين من جراء مخاطر التنقل (حوادث السير، خاصة)، الخ.
وسنة بعد سنة، تقوم المؤسسة من خلال تنفيذ برنامجها، بإجراء تقييم لعمليات التدخل من أجل تعزيز المبادرات ذات الصلة، وتكثيف حجم خدمات الدعم لجميع المسافرين، بهدف مواكبة تطلعات المغاربة المقيمين بالخارج، ومرور عملية العبور في ظروف أكثر إنسانية.
ومع مرور الوقت، أخذت عملية “مرحبا” لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، تكتسي تدريجيا، الأهمية التي تحظى بها حاليا، خاصة وانها مفعمة بقيم التضامن، والاقتسام والتعبئة التي يتضمنها شعار “حيثما كنا، المغرب في وجداننا”.
وطبقا للتعليمات الملكية السامية، تساهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن في تنفيذ عملية “مرحبا”، بمعية العديد من المتدخلين من القطاعين العمومي والخاص، يشتغلون في إطار لجنة وطنية، يترأسها وزير الداخلية.
وتشتغل هذه اللجنة طيلة السنة، وتسهر على ضمان التنسيق الضروري بين مختلف المتدخلين، لاسيما مع ممثلي الطرف الإسباني. خاصة وأن التراب الإسباني يبقى الشطر الأهم في المسار الأوروبي للوافدين.
ولإنجاح هذه العملية، تعبئ مؤسسة محمد الخامس للتضامن، موارد مالية ولوجستيكية وبشرية مهمة من أجل مد فضاءات الاستقبال التابعة للمؤسسة بالمساعدات الاجتماعيات، والأطباء والممرضين والمسعفين والمتطوعين، وتوفير سيارات الإسعاف لمواكبة التدخلات الطبية الطارئة.
وعلى غرار السنوات السابقة، تقوم المؤسسة بفتح فضاءات للاستقبال في كل من ميناء طنجة المتوسط، وبني أنصار والحسيمة وفي مطارات محمد الخامس بالدار البيضاء وفاس سايس و وجدة انكاد وأكادير المسيرة، وكذلك مداخل باب سبتة وباب مليلية وفي فضاءات الاستراحة بطنجة المتوسط وتاوريرت والجبهة وتازارين.
وبالخارج، تقوم المؤسسة بتهيئة فضاءات للاستقبال بكل من ألميريا والجزيرة الخضراء بإسبانيا وسات بفرنسا وجنوة بإيطاليا.
وتساعد هذه الفضاءات بشكل كبير في تحسين ظروف العبور وتنظيم عملية الانتظار خاصة خلال فترات الذروة، خاصة وأنها مجهزة بمكاتب إدارية ووحدات طبية ومرافق ترفيهية ومواقف للسيارات وفضاءات لإيواء المساعدات الاجتماعية والأطر الطبية وشبه الطبية.
وحسب التقرير السنوي للمؤسسة لسنة 2015، فإنه من أصل 2 مليون و474 الف و348 مغربي مقيم بالخارج الذي وفدوا إلى المغرب خلال عملية مرحبا 2015،، استفاد منهم 80 الف و266 شخص من الخدمات التي تقدمها المؤسسة، منهم 18 الف و350 استفادوا من الاعانات الطبية المختلفة، في حين تم نقل 105 آخرين إلى المستشفيات الإقليمية المجاورة.
وفضلا عن عمليات التدخل المباشرة، تشرف فرق المساعدة على مواكبة المسافرين، في مجال التحسيس والاخبار، من خلال توفير دلائل بست لغات تشمل العربية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والهولندية والألمانية، والتي يتم الحصول عليها بالمجان لدى القنصليات والوكالات البنكية بأوروبا ووكالات الخطوط الملكية المغربية وشركائها، ووكالات شركات النقل والبواخر التي تؤمن الربط بين أوروبا والمغرب وعلى مستوى جميع مواقع المؤسسة.
كما أطلقت المؤسسة أيضا تطبيقا يمكن تحميله بالمجان على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، يسمح للمستخدمين بتحديد موقعهم والاطلاع، في أي وقت وأي مكان، على سجلات الاتصال المتعلقة بمختلف الهيئات ذات الصلة بالمغاربة المقيمين بالخارج، بالإضافة إلى الولوج إلى المعلومات والنصائح العملية المرتبطة بتنظيم الرحلات وفترات الإقامة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.