قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، مساء اليوم الأربعاء بالرباط، إن الذكرى الـ66 لاستشهاد الفدائي علال بن عبد الله هي مناسبة لاستحضار حدث تاريخي طافح بالمعاني والدلالات، وراسخ في الأذهان، ومنقوش بمداد الفخر في سجل الكفاح الوطني.
وأبرز السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة، أن تخليد ذكرى العملية البطولية والجريئة التي نفذها الشهيد البطل علال بن عبد الله دفاعا عن مقدسات الوطن في 11 شتنبر 1953، فرصة لاستخلاص الدروس والعبر المفعمة بأروع صور التضحية والفداء، ومناسبة للترحم والإشادة بالأعمال البطولية للمقاومين واستلهام ما تحمله من قيم ومكارم الأخلاق لنقلها للأجيال المتعاقبة.
وأضاف أن البطل الشهيد علال بن عبد الله كان على موعد مع التاريخ حيث كتب اسمه الطاهر في سجله الذهبي بعد تنفيذ سلطات الحماية لمؤامرتها الدنيئة بنفي بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس أكرم الله مثواه وأسرته الملكية الشريفة خارج أرض الوطن في 20 غشت 1953، محاولة بذلك إخماد شرارة الروح الوطنية وتفكيك روابط الالتحام الوثيق الذي يشد القمة بالقاعدة، وإجبار الشعب المغربي على الخضوع والاستسلام.
لكن المقاوم الغيور علال بن عبد الله لم يستسغ هذا العمل الشنيع، يضيف السيد الكثيري، فأقدم بكل شهامة على تنفيذ عمليته البطولية ضد صنيعة الاستعمار محمد بن عرفة بعمل فردي نادر في مواجهة ترسانة وقوات وعملاء الوجود الاستعماري، معبرا بذلك عن الاستنكار التام لمخططاته الهوجاء وجريمته الشنعاء بالتطاول على رمز عزة الأمة وسيادتها ومقدما نفسه فداء لمقدسات الوطن وركائز سيادته.
وسجل المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أنه لم يكن لحسابات السلطات الاستعمارية إلا أن تقوي وتعزز صفوف الوطنيين والفدائيين وتؤجج روح الثورة المباركة في وعي ووجدان الشعب المغربي الأبي، وأصبح يوم 20 غشت من كل سنة رمزا للآصرة المتينة التي تشد العرش بالشعب في مسيرات وملاحم المغرب المتجددة في الحاضر والمستقبل.
وأوضح السيد الكثيري، في هذا السياق، أن البطل الشهيد أقدم على عمليته البطولية طالبا الشهادة فداء لملكه ووطنه حيث تصدى يوم الجمعة 11 شتنبر 1953 لموكب صنيعة الاستعمار “ابن عرفة” الذي كان متوجها صوب مسجد أهل فاس لأداء صلاة الجمعة، ليبرهن بهذه الخطوة المقدامة عن قمة الشعور الوطني ومدى تمسك المغاربة بملكهم الشرعي، بطل التحرير والاستقلال ورمز المقاومة، وموقفهم الرافض لمؤامرة 20 غشت 1953 وتصديهم بشجاعة ورباطة جأش للمخططات الاستعمارية رغم حملات القهر والتنكيل التي واجهتهم بها سلطات الاحتلال.
وبعد أن استعرض جانبا من سيرة البطل الشهيد الذي يعتبر مغربيا حتى النخاع ومناضلا وواحدا من صفوة الشهداء البررة الذين برهنوا بجهادهم وافتدائهم بالروح وبالدم عن سمو الروح الوطنية والمقاصد النبيلة للاستماتة والتفاني في حب الوطن، قال السيد الكثيري إن تنفيذ هذه العملية الجريئة والمتفردة زعزعت أركان الإقامة العامة وكشفت للعالم أجمع عن تجذر روح المقاومة في نفوس المغاربة الذين أعلنوها حربا بدون هوادة على الاحتلال الأجنبي إلى أن تكللت ثورة الملك والشعب المجيدة بعودة السلطان الشرعي إلى أرض الوطن حاملا مشعل الحرية والاستقلال.
وأبرز المندوب السامي أن الاحتفال بهذه الملحمة التاريخية المجيدة يعبر عن الاعتراف بأمجاد الشهداء وبطولات المجاهدين الذين سقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية، والاحتفاء بكل الوطنيين والمقاومين والمناضلين الذين أسهموا في مسيرات الكفاح الوطني عبر كل محطاته وشاركوا في ملاحمه حفاظا على سؤدده واستقلاله ووحدته.
من جهتهم، أشاد المتدخلون بهذه المناسبة بالخصال الرفيعة التي كان يتحلى بها الشهيد علال بن عبد الله، من تضحية وإيثار ونكران للذات ووفاء صادق للوطن، مستحضرين بعض تفاصيل العملية الفدائية التي استشهد على إثرها.
وقد تم خلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من أعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير وفعاليات من المجتمع المدني وشخصيات أخرى، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عرفانا بما أسدوه للدين والعرش والوطن وما قدموه للقضية الوطنية من خدمات جلى، ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها.
قم بكتابة اول تعليق