الشخصية المتألقة بفن الكناوي “نافع محمد أمين”

إشراقة نيوز: من مراكش عبدالمجيد العزيزي.

الشخصية المتألقة بفن الكناوي

 “نافع محمد أمين”

 

هرم كبير .. وثقافة وافية .. في هذا الفن الرائد

أتاحت له كفنان مقتدر رؤية واضحة للجوانب الروحية والفكرية والاجتماعية

من خلال بصيرة نافذة في تشابك للأحداث الفنية

 

يمتاز فن تاكناوت بتاريخه العريق، وبإيقاعه الخاص والفريد من نوعه..

فبعد أن كانت موسيقى هذا الفن الرائد توصف بموسيقى الشارع قبل ربع قرن من الآن، فقد أصبحت اليوم تتمتع بمكانة خاصة لدى جمهور واسع، بل وباعتراف دولي كبير، وذلك بصفتها موسيقى النشوة والدهشة المتواصلة..

فموسيقى اكناوة استطاعت أن تعبر الحدود .. كما استطاعت أن تصنع لنفسها نمطا موسيقيا قائما بذاته، والدليل على ذلك هو حضور الملايين من حبيها للاستمتاع بحفلاتها كل سنة وفي مناسبات شتى، وكما يقول الشيوخ القدامى لموسيقى اكناوة أن موسيقاهم مرتبطة بارتباط وثيق بالطقوس العلاجية التي مارسها أجدادهم الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى، ويمكن للمتمعنين في إيقاعات الموسيقى الكناوية أن يكتشف تشابهها مع موسيقى لفودو في هايتي أو السانتريا أو الكانت ومبلي البرازيلية.. وهي موسيقى جميعها من أصول واحدة، حملها معهم الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى خلال مراحل الاستعباد وتجارة الرقيق..

ولتصبح موسيقى كناوة اليوم تراثا إنسانيا عالميا من قبل اليونسكو، ولتنضاف إلى سلسلة المبادرات التي تسعى إلى الحفاظ على ذاكرة هذا اللون الفني المغربي وعلى مرجعياته الغنائية الإفريقية، لا سيما إبان مهرجان الصويرة الذي ينعقد تحت اسم مهرجان اكناوة موسيقى العالم، والذي يرأسه المستشار الملكي المغربي أندري أزولاي، هذا الأخير الذي يعتبر هذا الفن اليوم بمثابة تكريس رائع لكناوة المغرب، كما يشير إلى أن لموسيقاه تاريخا وعادة مصنفة  ضمن قائمة الثرات غير المادي لليونسكو، حتى أنه  لا يزال فنانون كبار حرصين على استمرار هذا الفن الرائد، وذلك بفضل اشتغالهم واجتهادهم وتفانيهم في المحافظة عليه كتراث قائم بذاته وفي مقدمة هؤلاء نجد: “عبد الكريم مرشان” و “عبد السلام علي كان” و “محمد القصري” بالإضافة إلى الشاب الظاهرة “محمد أمين نافع” والذي ما فتئ أن أثار إليه انتباه كبار هذا الفن وجمهور عريض، هذا الشاب المتألق في فن اكناوة تتلمذ على يد الشيوخ السالف ذكرهم، حتى أنه وبحبه لفن اكناوة فإنه أعطى الكثير لهذا الثرات الثقافي.. حتى أصبحت إيقاعاته يحتدى بها، بل باتت مرجعا يستلهم منها العديد من الموسيقيين إبداعلتهم..

فالشاب “نافع محمد أمين” الملقب بـ “أمين الدودي” المزداد سنة 1986 بمدينة الحمراء والساحرة بجمالية الفن الكناوي، يعتبره المتتبعون والمهتمون بديلا حيويا ومنافسا خرافيا لنظم فن اكناوة مقارنة بفنون أخرى، نشأ هذا الفنان في أسرة مشغوفة بالفن الكناوي، إذ تعلم على مجموعة من المعلمين الكناويين الكبار من مختلف أنحاء المغرب، وكانت أول انطلاقته الفعلية سنة  1997 من خلاله إحياء مجموعة من السهرات الكناوية، وفي سنة 1999 التحق بالكوكبة بمدينة الحمراء، وفي سنة 2001 دخل للعمل مع معلمين الكناويين  المشهورين في تراب المملكة المغربية.

تم التحق بعد ذلك بمهرجان الصويرة سنة 2003 صحبة معلمين اكناويين كبار، ونظرا لحبه وولعه بهذا الفن، واجتهاده في عمله سافر إلى الديار الأروبية رفقة زمرة من رواد هذا الفن المرموقين، وبعد العودة شارك في مهرجان النجوم بالدار البيضاء المنعقد سنة 2013 وفي سنة 2015 حصل على أول جائزة  وهي المرتبة الأولى بمدينة مراكش، وفي بداية 2016 غادر التراب الوطني للمرة الثانية إلى سويسرا للمشاركة في مهرجان الحضرة الكناوية، كما نشير هنا إلى أن له عدة مشركات في مهرجانات عدة: كمهرجان اكناوة بالعرائش، ومهرجان أزلي بورزازات، ثم مهرجان الصويرة المعروف عالميا..

صفوة القول، إن الشاب “نافع محمد أمين” أصبح من كبار شيوخ الفن الكناوي ببلادنا، ويعتبر رائدا من رواد هذا الفن، لذا يجب مساندته و مآزرته، من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الذي يعبر عنه هذا الفنان الشاب في المحافل الوطنية والدولية، والذي يحافظ من خلاله على الهوية المغربية  وفي بلدان شتى..

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.