
إشراقة نيوز: بوسلهام الكريني
من التحديات الوطنية الكبرى التي راهن عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء عرش أسلافه الميامين تلك الخطوة السامية التي ترمي إلى إحداث برنامج محو الأمية في خطاب جلالته بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب 20 غشت لسنة 2000، والذي أمر فيه جلالته بأن: “تفتح المساجد لدروس محو الأمية الأبجدية والدينية والوطنية والصحية، وذلك وفق برنامج محكم مضبوط”.. وتجسيدا للعناية الفائقة التي ما فتئ يوليها جلالته لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والتي يعتبرها رافعة للتنمية المتوازنة وعماد تأهيل الرأسمال البشري. حيث حرص جلالته على إنجاح هذا الإصلاح، عموما والنهوض خصوصا بأوضاع الطفولة في ارتباطها بالتعليم المبكر..
كما أعطى جلالته أهمية كبرى للتعليم الأولي للمساهمة في إصلاح المنظومة التربوية وهي بادرة وخطوة جريئة من جلالته للاستثمار في العنصر البشري الذي كثيرا ما يهتم به جلالته في جميع أطياف المجتمع وعلى جميع الفئات العمرية.
على المستوى المحلي، بإقليم سيدي سليمان، وتجسيدا للامتثال للأوامر الملكية السامية، تجند عدد من رجالات الدولة لتنزيل تلك التوجيهات الملكية السامية بمحاولة تنفيذ تلك البرامج على الصعيد الإقليمي، في حين كرس عدد آخر من أعداء النجاح جهودهم للإطاحة بهذه البرامج وخاصة أولئك الذين يحسبون على هيأة التدريس، حسدا من عند أنفسهم، بالمساهمة في انتشار الأمية والهدر المدرسي وإفساد الشباب، لإفشال المنظومة التعليمية ككل.. وكل ذلك بسبب “عقدة المعلم” التي باتت تشكل هاجسا وعقبة نفسية عند كثير من (رجال التعليم)، ناهيك عن حب التسلط الذي يعاني منه العديد من الإداريين، وما هي إلا نتيجة لضعف مستواهم الثقافي والفكري وحتى الأكاديمي.
هذا وقد نجد منهم من يبتز التلاميذ والآباء من أجل الدروس الخصوصية والمراجعة الليلية غصبا ودون رأفة بجيوب الآباء ولا أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، خاصة تلاميذ الأقسام الإعدادية والثانوية، بل ووصلت العدوى أيضا إلى أقسام السلك الابتدائي بما في ذلك القسم “التحضيري”. كما لم يسلم هؤلاء التلاميذ (السلك الإبتدائي) من جشع وطمع المدرسين الذين يطالبونهم بدراهم مختلفة كل أسبوع بدعوى نسخ الامتحانات والوثائق علما أن كل إدارة تملك طابعة خاصة بها.. فلم لا يستغلها المدرسون عوض ابتزاز الآباء دون مراعاة لأوضاعهم؟؟
كما أن من بعض هؤلاء المدرسين من يقسو على التلاميذ بدعوى تطبيق القوانين واللوائح الإدارية المسطرة ضاربا عرض الحائط تطبيق روح القانون والرحمة بالصبيان (التي ليس بينها وبينه سوى تلك الدراهم التي يتقاضاها نهاية كل شهر خاصة وأن مستواه الدراسي لا يخول له أن يكون على دراية بالقانون) وذلك بمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي.. فأي قانون هذا الذي يعطي للمدرس حق القسوة على أبناء الشعب؟ وإذا ما انتفض أحدهم أو احتج، تجد عصابة من الحماة يختبؤون خلف درع (نضالي) تحت شعار: “انصر أخاك ظالما وظالما” وكأن تلك القبعة النضالية تحمي الطغاة والجناة وناهبي المال العام وكل رجالات الفساد، بعيدا عن تلك الأهداف النبيلة التي جاءت بها تلك المنظمات.
كما أن منهم من يحرض الآباء على النزوح إلى التعليم الخصوصي لأجل الحصول على جودة التعليم وحسن الخدمات وكأنه يسوق لسلعة أضحت كاسدة في سوق التعليم العمومي، اقتداء به، على اعتبار أنه نموذج في تعليم أبنائه بالمؤسسات الخصوصية..
فأي تنكر هذا للمدرسة العمومية التي درس فيها جميع رجال التعليم والتي يتقاضون منها أجورهم؟؟ وتشجيعهم على اللجوء إلى التعليم الخصوصي ضرب للتعليم العمومي الذي أفشلوا منظومته كما سبق آنفا.
إن قطاع التعليم بسيدي سليمان يعيش تدهورا منقطع النظير خاصة بعد رحيل المرأة الحديدية عزيزة الحشالفة التي كانت بمئة رجل من طينة المسؤولين الحاليين إذ تمكنت من احتواء العديد من المشاكل التي كانت تشوب القطاع دونما رضوخ لنزوات الدروع التي تزعج راعي التعليم اليوم والتي تقض مضجعه ويضرب لها الفين حساب ولو كانت على باطل..
بل واستطاعت عزيزة الحشالفة أن تكتب إسمها بمداد من ذهب في ذاكرة العديد من الآباء. ولم تنبطح يوما لأي درع نضالي ولم تكن يوما عونا من أعوان السلطة الذين يصبون القفة في الحين ويتلقون الأوامر من قطاعات أخرى غير وزارة التربية الوطنية.
هذا وفي انتظار تنزيل القوانين الخاصة بالتربية والتعليم ولإنجاح المخطط الملكي الخاص بالمنظومة التعليمية يبقى الأمل معلقا في السيد شكيب بن موسى (وزير الداخلية الأسبق) بإعطاء أولوية واهتمام للقطاع بسيدي سليمان ولم لا تعيين رجل الإقليم يكون بحزم وشكيمة رجال السلطة الأبرار الذين لا يتنكرون لمهنهم.
قم بكتابة اول تعليق