محمد الحرشي يكتب: هل حقا يقوم الإعلام بدوره الفعال في الدفع بالسياسات العمومية إلى الأمام؟؟

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

في نظري دعم المواطنين والمواطنات الذين ينتقدون بطريقة بناءة التقصير في السياسات العمومية سواء بالقلم أو التصوير خطوة سليمة تعبر بحق عن مفهوم المقاربة التشاركية وركيزة أساسية في توازن القوى المجتمعية وفاعل أكيد في عملية تنزيل النموذج التنموي الجديد على أسس صلبة، مستوعبة من طرف الجميع.

فالذين يصورون الأحداث وينتقدون أداء المسؤولين في كل إدارات الدولة سواء بذكر النقائص أو التنويه بالمجهودات التي يقومون بها لتغيير واقع معين، إنما يساهمون بحق في تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز اللحمة المجتمعية في محاربة الفساد بكل أشكاله.

وقد أكدت الأبحاث في مجال التسيير والتدبير أن الكثير من الإدارات العمومية والخاصة، مع مرور الوقت، يصيبها الترهل والروتين القاتل بسبب أداء نفس المهام اليومية دون الانتباه إلى تغير الظروف والمعطيات مما يجعل كل نقد لممارساتها يترجم إلى اعتداء على حرمتها ومسؤوليها، والحقيقة المنطقية أن مساهمة أفراد من المجتمع في رصد الاختلالات المجتمعية هو عامل إيجابي يسرع من عملية الإصلاح والتغيير.

فكلما زاد عدد المنتقدين النزهاء للسياسات العمومية زاد منسوب رصد الاختلالات والإشكالات التنموية ونمت طرق الإصلاح والتقويم، فالنقد ليس مرتبطا بالحياة الخاصة لأنه مسؤول بقدر ما يتعلق بأداء وظيفته قبل إحالته على التقاعد.

وبالنسبة لكل دولة ، فالخطير أن يكبت المواطن غيظه وحقده في قرارة نفسه، ينظر ولا يعبر عن رأيه.. يقبل التجاوزات ولا يتحرك، فقط يصور بعينيه ما يقع أمامه من اختلالات دون ردة فعل معينة ويخزن في ذاكرة دماغه الأحداث والأخبار دون معرفة ردود أفعاله وما يضمره من نوايا غير سليمة.

وفي المقابل ، فالذين يصورون تقصير الإدارات العمومية والخاصة باستعمال التكتولوجيا الحديثة وينشرونها للرأي العام قصد التنوير والتحسيس ودون التجني على أحد، فهم في الحقيقة مصدر تقييم وتقويم وعامل محفز لنشر قيم دولة الحق والقانون.

وعلى المؤسسات العمومية والخاصة ، كل واحدة في مجال اختصاصها، الانفتاح على مكونات المجتمع بكل أطيافه، تماشيا مع العصر الرقمي الذي يؤكد على دور الصحفيين والمثقفين في تعزيز أواصر الثقة بين الإدارة والمواطن عبر نشر المعلومات وإبداء الرأي والانتقادات البناءة، مما يساهم في الإدماج واندماج الجميع وبالتالي استيعاب المخططات التنموية والتغييرية التي تطرحها الدولة وكل القوى المجتمعية .

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.