الحرشي يكتب: معاناة الشباب بين البطالة والعمل الحر والملاذ البديل إما البحر أو القهر…

إشراقة نيوز: محمد الحرشي

كل يوم تأتينا أخبار موت العشرات من الشباب غرقا في أعماق المحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط طمعا في معانقة أراضي العم سام بحثا عن عمل يعيد لهم بعض كرامتهم.

ومن بين هؤلاء الشباب نجد الحاصلين على شواهد جامعية ودبلومات التكوين وآخرين بدون مؤهلات نظرا لظروف اجتماعية قاهرة، لكن كلهم أجمعوا على مغادرة أرض الوطن والخضوع لقوانين الغير، بغية تحقيق العيش الكريم الذي تبخر فوق أرضهم الأصلية.. يريدون فقط إيجاد عمل كيفما كانت طبيعته وشدته وصعوبته، المهم أن يخرجهم من دوامة الاعتماد على الأبوين الفقيرين أو التسكع في الشوارع طوال النهار وجزء كبير من الليل.

ومما يدفع الشباب إلى الهجرة وركوب أمواج الموت هو انسداد الآفاق في بلدهم الأصلي وتفافم البطالة ورمي “سفياتهم” في سلات القمامة من طرف أرباب المؤسسات العامة والخاصة ، وحتى إذا حاول بعضهم ممارسة البيع والشراء في الفضاءات العامة، يجد أمواجا أخرى مجسدة في أجهزة السلطة المختلفة، أمواجا عاتية تترصد تحركاتهم ليل نهار، فإما التوقف عن البيع العشوائي وإما مصادرة الرأسمال الضعيف، المتمثل في ميزان صغير وعربة مجرورة أو دراجة ثلاثية العجلات.

إنه حصار حقيقي مثل محاصرة حيوان في غابة كان يعيش فيها منذ الأزل فوجد نفسه بغتة أمام الحديد والنار، فإما أن يستسلم للواقع القهري أو الهروب والسقوط في فخاخ وأمواج البحار التي لا ترحم حتى المراكب الكبرى…

إن الوضع لا يحتمل، وإنقاذ الشباب المغربي مسؤولية الدولة والحكومة والبرلمان والأمن والدفاع والقضاء والقطاع الخاص والمفكرين والفلاسفة ، الكل مسؤول عن معاناة شبابنا وليس هناك أي تبرير أو حجة فيما يقع من مآسي اجتماعية لا تشرف بلدنا ولا تعطي الصورة الحقيقية حول الثروات التي يزخر بها وطننا الغالي..

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.